الإيمان الذي لا يُساوم
عزيزي.كان دانيال رجلًا ذا قلب نقي، يعيش في أرض غريبة بين قوم لا يعرفون إلهه.
ورغم المناصب العالية التي نالها، ظلّ قلبه ثابتًا نحو السماء.حين صدر الأمر الملكي الذي يمنع الصلاة لأي إله سوى الملك، لم يتردد دانيال لحظة.
فتح كواه كما كان يفعل كل يوم، وجثا على ركبتيه وصلّى.
لم يُخفِ إيمانه، ولم يساوم على علاقته بالله.
ألقوه في جبّ الأسود، فصارت الأسود الحقيقية هي من خافت.
لأن الله أرسل ملاكه فسَدّ أفواهها. خرج دانيال سالمًا، وخرج معه إعلان جديد عن إله حيّ ينجّي ويخلّص.
كثيرًا ما نجد أنفسنا في "جبّ أسود" من نوع آخر ، موقف صعب، أو ظلم، أو خوف يحيط بنا.
لكن الإيمان الحقيقي لا يُقاس بعدد المرات التي تجنّبنا فيها الخطر، بل بثباتنا في قلب التجربة.حين تختار الأمانة لله أكثر من الأمان مع الناس، حين ترفع عينيك نحو السماء حتى لو سخروا منك، عندها يرسل الله ملاكه ليكون معك في الجب.
إِلَهِي أَرْسَلَ مَلَاكَهُ وَسَدَّ أَفْوَاهَ ٱلْأُسُودِ فَلَمْ تَضُرَّنِي، لِأَنِّي وُجِدْتُ بَرِيئًا قُدَّامَهُ، وَقُدَّامَكَ أَيْضًا أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ، لَمْ أَفْعَلْ ذَنْبًا».
دعنا اليوم نصلّي أن يعطينا الله شجاعة مثل دانيال — شجاعة أن نكون أوفياء له حتى لو وقفنا وحدنا.الإيمان الذي لا يُساوم هو الذي يفتح السماء ويُغلق أفواه الأسود.