الإيمان

كيف يلتقي المسلمون بيسوع في الأحلام والرؤى

أظهرت تقارير من "Joel News" أن حوالي 25٪ من المسلمين الذين يأتون إلى الإيمان بيسوع المسيح، يلتقون به من خلال الأحلام والرؤى.

غالباً ما تحدث هذه الأحلام والرؤى في لحظات البحث العميق عن الله، عندما يكون الشخص صادقاً في سعيه، لكنه لم يسمع بإنجيل المسيح ولم يلتقِ بأي مؤمنين مسيحيين. هذه اللقاءات الخارقة للطبيعة تحدث في أنحاء العالم الإسلامي، وتكون شديدة الوضوح والتأثير لدرجة أن كثيرين يسلّمون قلوبهم وحياتهم للمسيح بعدها مباشرة.

من الإرهاب إلى الغفران

لنأخذ مثلاً "خليل"، الإرهابي المصري المتطرف، الذي كان يشبه في رحلته الروحية شخصية "شاول" قبل تحوله إلى "بولس" في الكتاب المقدس. خليل كان يهدف إلى دحض الكتاب المقدس، ولم يكن يكنّ أي حب للمسيحيين أو اليهود، لكن كل شيء تغير عندما ظهر له يسوع في حلم اخترق أعماق قلبه، وبدّل حياته إلى الأبد.

دعوة في لحظة يأس

أما "خسرو"، الشاب الإيراني، فقد كان غارقاً في اليأس حتى جاءته رؤيا فريدة؛ رأى فيها يسوع يمدّ يده نحوه ويعده قائلاً: "حياتك ستتغير إلى الأبد". وما أن قبل يده في الرؤيا، حتى شعر بتيار من القوة يسري في جسده، ووجد نفسه يبكي للمرة الأولى منذ طفولته، لكن هذه المرة كانت دموع فرح وسلام.

سلام في ليلة القدر

في إندونيسيا، كانت "ديني"، المراهقة التي خذلها الجميع — عائلتها وأصدقاؤها ومجتمعها — تتوق لمعرفة الله. وفي ليلة "ليلة القدر"، وأثناء صلاتها الحارة، ظهر لها يسوع في رؤيا، ودعاها لتتبعه. رغم ترددها وخوفها، إلا أنها قبلت دعوته تلك الليلة، وامتلأ قلبها بسلام عميق حتى مع بدء الاضطهاد من حولها.

سبعة أحلام عن يسوع

أما في شمال نيجيريا، فقد عاش "محمد" — ابن أحد كبار الرعاة الفولانيين — تجربة مختلفة؛ كان قد درس القرآن بعمق، وكان يستعد للسفر إلى السعودية لمواصلة دراسته الإسلامية، لكن الله افتقده بطريقة عجيبة. فقد رأى يسوع في أحلام متكررة، ليس مرة واحدة، بل سبع مرات! وفي كل حلم، كان يكتشف عمق محبة المسيح وسيادته على حياته. رغم تعرضه لمحاولات قتل على يد عائلته بعد اعترافه بإيمانه، إلا أنه صمد في إيمانه، بل وقاد والده لاحقاً للإيمان بالمسيح.

رؤيا في قلب الألم

وفي الجزائر، من منطقة القبائل، عاش "صلاح ملاز" مأساة شخصية عندما تعرض لحادث سيارة مأساوي تركه مشلولاً مدى الحياة. في ليلة باردة وممطرة، وبعد أن فكر بجدية في إنهاء حياته، رفع صلاته لله طالباً الحقيقة والسلام. وفي تلك الليلة، رأى يسوع المسيح في حلم وهو معلق على الصليب، وكانت المسامير المغروزة في يديه وقدميه مغطاة بأغطية سوداء. اقترب في الحلم وأزال الأغطية، فرأى الدم يسيل، وعندها صاح قائلاً: "حقاً مات من أجلنا!" وعندما استيقظ، شعر وكأن حملاً ثقيلاً قد أزيح عن صدره، واختفت أفكار الانتحار تماماً.
قادته هذه التجربة لقراءة الكتاب المقدس، حيث فتحت له رسالة غلاطية قلبه وأضاءت دربه بالإيمان. واليوم، رغم إعاقته، أصبح صلاح كارزاً نشيطاً بالمسيح في قريته، ولا يزال ينمو في إيمانه من خلال دراسة الكتاب المقدس والدروس التلمذية.

من ظلمة اليمن إلى نور المسيح

وفي اليمن، عاش "عزام عزام" رحلة بحث طويلة. كان رجلاً ملتزماً في تعاليم الإسلام السني، ثم انتقل إلى التصوف، ومنها إلى جماعة متطرفة من الإخوان المسلمين اليمنيين، لكنه بقي يشعر بفراغ داخلي عميق. لجأ إلى العزلة، وأغرق نفسه في القراءة والبحث عن الحقيقة، متتبعاً كل الأديان والفلاسفة.

خلال هذه المرحلة، بدأ يرى رؤى غريبة؛ ففي إحدى الليالي، حلم بأنه في مسجد، حيث رأى أربعة أشخاص يحملون سيوفاً وبملامح مرعبة، وسمع صوتاً يقول: "هؤلاء هم محمد وأصحابه." شعر عزام برعب شديد وهرب، وأثناء هروبه، رأى رجلاً واقفاً بين السماء والأرض، وجهه يشع نوراً وثيابه بيضاء، وفي يده عصا يخرج منها نور على هيئة صليب.
قال له الرجل: "السيد يريدك"، فسأله عزام: "من هو السيد؟" فجاءه الجواب: "الرب يسوع".

امتلأ قلبه بفرح عجيب بعد استيقاظه، وبدأ يقرأ الكتاب المقدس بلهفة، وكلما تعمق في تعاليم المسيح، زادت قناعته بأنه وجد الحقيقة التي طالما بحث عنها. وفي حلم آخر، وجد نفسه يمشي في كهف ضيق حتى وصل إلى مكان أخضر جميل، وفيه كنيسة رائعة. دخلها، وجلس بجانبه رجل قال له: "يسوع المسيح يريدك."
اليوم، يشهد عزام بفرح قائلًا: "أؤمن بيسوع المسيح وأقبله رباً ومخلّصاً لحياتي، وقلبي ممتلئ بسلام عظيم." رغم صعوبة الأوضاع في اليمن وقلة وجود مجتمع مسيحي حوله، إلا أنه متمسك بإيمانه ويستعد للسير خطوات أعمق في حياة التلمذة والتعرف على الرب يسوع أكثر.

يسوع ما زال يفتقد القلوب الباحثة

من الجزائر إلى إيران، ومن نيجيريا إلى اليمن، تتكرر القصة ذاتها بصور مختلفة: في ظلمة الليل أو في عمق الحزن، حين يرفع الإنسان قلبه باحثاً عن الله، يأتيه الجواب في صورة حب وسلام — يأتيه يسوع المسيح. فهو لا يزال يقابل القلوب المفتوحة في الأحلام والرؤى، ويحول اليأس إلى رجاء، والخوف إلى سلام، والظلمة إلى نور.