تاريخ النشر 10 أكتوبر 2025

قلب أمّ

تاريخ النشر 10 أكتوبر 2025

عزيزي،

في منتصف الليل، استيقظت إيما شولس على رائحة الدخان تملأ بيتها. النيران كانت تلتهم الجدران والسقف، والهواء مليء بالدخان السام. لم يكن أمامها وقت للتفكير، فقلبها الأمومي دفعها للركض حافية القدمين وسط ألسنة اللهب إلى الطابق العلوي. هناك، دخلت كل غرفة، وحملت أبناءها واحدًا تلو الآخر، حتى قفزت من نافذة في الطابق الثاني وهي تحتضن أصغرهم.

لكن الأمر لم ينتهِ… فحين انهارت السلالم، عادت إيما إلى قلب النار أربع مرات أخرى، تواجه لهبًا ودخانًا خانقًا، حتى تأكدت أن جميع أبنائها سالمون. أصيبت بحروق غطّت 93% من جسدها، ودخلت في غيبوبة لشهرين، وخضعت لأكثر من 20 عملية جراحية. ومع ذلك، كان أول سؤال نطقت به عندما أفاقت:"هل أطفالي بخير؟"

أعطاها الناس لقب "بطلة العام" في السويد، لكن قصتها تحمل لنا درسًا أعمق: هناك حبّ مستعد أن يحترق لينقذ من يحب.

أليس هذا ما فعله المسيح من أجلنا؟ لقد دخل "النار" من أجلنا على الصليب، ودفع حياته ثمنًا لخلاصنا، حتى نخرج نحن سالمين بلا أذى روحي.

"اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ لِأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ." (يوحنا 15: 13)

صديقي، إن كان قلب أمّ يمكن أن يفعل هذا من أجل أولادها، فكم بالأحرى قلب الله تجاهك؟ هو مستعد أن يدخل في أعمق نيران حياتك ليحملك إلى الأمان. اليوم، افتح له قلبك، ودعه يحمل عنك الخوف والذنب، ويخرجك سالمًا إلى نور حضرته.

أنت مهمّ، نحبك ونهتم لأجلك.

صباحك مبارك 🌞

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف

مرحبًا، أنا منير، متزوج وأب لولدين، وأحب الرب منذ صغري. أشارككم معجزات الله في حياتي وأؤمن أن الرب يستخدمني ليكون نورًا وملحًا لمن حولي،