قلب في حقيبة

عزيزي، تخيّل أن تستيقظ ذات يوم لتجد أن قلبك لم يعد ينبض في داخلك... بل أصبح خارج جسدك!هذا ما حدث لفتاة شابة خضعت لعملية نادرة جدًا بعد أن توقف قلبها تمامًا. وبعد ساعات طويلة في غرفة العمليات، خرجت من المستشفى وهي تحمل قلبًا صناعيًا على ظهرها في حقيبة. قلب يزن أكثر من ستة كيلوجرامات، يضخ الدم لجسدها، لكنه لا ينبض من تلقاء نفسه، بل يحتاج إلى بطارية وموتور ومضخة لتستمر الحياة.
ولأن هذا القلب الجديد ليس مزروعًا بداخلها، فهي لا تستطيع أن تتحرك أو تسافر أو تعيش بشكل طبيعي إلا وهي تحمله معها دائمًا، في كل لحظة، وفي كل مكان... هذا هو الثمن الذي تدفعه لتبقى على قيد الحياة.
ومع كل هذا، كانت تبتسم، وتشكر الله لأنها ما زالت حيّة
تأمل للحظة، كم من الأعضاء في جسدك تعمل الآن دون أي مجهود منك؟ كم مرة نسينا أن نشكر الله على نعمة قلب ينبض وحده دون بطارية أو حقيبة؟ كم مرة نظرنا إلى حياتنا كأنها أمر طبيعي لا يستحق الامتنان؟
أدعوك اليوم أن تتأمل في قلبك، وفي كل ما فيك من نعم لا تُعدّ، وتقول من أعماقك:
"شكرًا لك يا رب، لأجل قلبي، ولأجل كل نبضة حياة، ولأجل كل نعمة لم أقدّرها من قبل."
أنت مهمّ، نحبك ونهتم لأجلك.
صباحك مبارك

