هل أنت طين بين يدي الفخاري؟

عزيزي،
«أَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَصْنَعَ بِكُمْ كَهَذَا ٱلْفَخَّارِيِّ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ؟ هُوَذَا كَٱلطِّينِ بِيَدِ ٱلْفَخَّارِيِّ أَنْتُمْ هَكَذَا بِيَدِي. (إرميا ١٨: ٦).
كم مرة نظن أننا نعرف كيف نخدم الله؟ نعدّه بخططنا ومواهبنا، أو نحاول أن نعتذر له بضعفنا وقلة إمكانياتنا. لكن هل تعرف؟ الله لا يبحث عن الخطط الجاهزة، ولا عن الكفاءة العالية... بل عن الطين.
نعم، الطين. تلك المادة السهلة التشكيل، الخاضعة تمامًا ليد الفخاري. لا تباهي فيها، لا خطة تخصها، ولا اعتراض. فقط طين مطيع.
الله قادر أن يستخدم قوتك، لكن أيضًا ضعفك. قادر أن يملأك بحماسه وروحه، حين تطلبه باتضاع. يبحث عن أوانٍ طاهرة، لا بالجهد الشخصي، بل بالتسليم الكامل. الطين لا يحدد شكله... بل ينتظر يد الفخاري أن تصنع منه شيئًا جميلاً.
ربما اليوم، الله لا يطلب منك أن "تعمل شيئًا" له، بل أن تكون نفسك له. أن تكون طينًا، خاضعًا، منفتحًا على تشكيله.
هل تسمح له أن يزيل شوائبك، أن يصوغك من جديد، أن يصنع بك مجده؟
قل له الآن: "يا رب استعملني كما تشاء. أنا بين يديك، مثل الطين."
أنت مهمّ، نحبك ونهتم لأجلك.
صباحك مبارك 🌞

