رأيت الرب، فصرخت

عزيزي،
«فقلت: ويلٌ لي، إنّي هلكت، لأني إنسان نجس الشفتين، وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين، لأن عينيّ قد رأتا الملك رب الجنود» (إشعياء ٦: ٥)
حين ترى الله كما هو، ترى نفسك كما أنت
إشعياء لم يكن شخصًا فاسدًا كان نبيًّا، يخدم، ويصلّي، ويعلن كلمة الله لكن عندما رأى الرب في مجده، أدرك فجأة كم هو مكسور من الداخل فقال ببساطة: "ويلٌ لي" هذا هو أول تأثير حقيقي لرؤية الله هي لا تتركك كما أنت، بل تفتح عينيك على ما في داخلك
كثيرًا ما نظن أنّنا بخير، لأننا نقارن أنفسنا بمن حولنا لكن المشكلة أن العالم من حولنا مليء بالضعف والتساهل نقيس أنفسنا على ما هو معتاد، لا على ما هو مقدس وحين تصبح الخطيئة شيئًا مألوفًا، نفقد حساسيتنا تجاهها
لكن الله لا يغيّره الزمن قداسته لم تتبدّل، ومجده لا يبهت وحين نقترب منه حقًا، وندخل إلى حضرته، تنكشف قلوبنا ندرك أنّنا نحتاج إلى نقاوة أعمق، إلى حياة مختلفة
رؤية الله لا تدفعك إلى الإدانة، بل إلى التغيير هو لا يظهر لك ضعفك ليكسرك، بل ليرفعك هو يريدك أن تعرف أن النقاء ممكن، وأن الحياة في حضرته تصنع الفرق
لو رأيت الله عن قرب، لن تبقى كما أنت لن تكون مجرد شخص صالح، بل شخص يعلن قداسته من خلال حياته
صلاتي لك اليوم يا رب، أرني وجهك افتح عيني على حقيقتك، وعلى حقيقتي طهّر قلبي، واجعلني أعيش لك بحياة نقية ترضيك
أنت مهمّ، نحبك ونهتم لأجلك.
صباحك مبارك 🌞

