تاريخ النشر 6 يوليو 2025

كثيرة هي الدموع في الزنازين

تاريخ النشر 6 يوليو 2025

عزيزي صديقي،

تنتشر هذه الأيام على مواقع التواصل الاجتماعي قضية شغلت الرأي العام. الكل يتابع، والآراء منقسمة: البعض يرى أن الرجل مظلوم، والبعض الآخر يظن أن التهمة حقيقية. أما أنا، فخطر ببالي المثل الشعبي الذي طالما سمعناه: "يُما في الحبس مظاليم." كم من إنسان وجد نفسه خلف القضبان لا لأنه أخطأ، بل لأنه تمسّك بالحق في زمن لا يحب سماع الحقيقة؟ هذا بالضبط ما حدث مع النبي أرميا.

أرميا لم يُسجن لأنه ارتكب جريمة. بل العكس تمامًا، سُجن لأنه كان أمينًا لرسالته، لأنه تجرأ أن يقول ما لا يريد الناس سماعه.كان شابًا حين دعاه الله، خجولاً ودموعه قريبة. سُمِّي "النبي الباكي" لأنه كان يتألم لشعبه. ومع ذلك، وقف وحده يُحذّر من الخراب، في وقتٍ كان فيه أنبياء كذبة يبيعون أوهام "السلام" لمن يعيشون في الخطية.

صرخ أرميا بالحق، فكان جزاؤه الجلد والسجن ووضعه في "المقطرة" – أداة تعذيب تُقيّد فيها اليدان والقدمان والرقبة في وضع مؤلم لا يُحتمل.

ومع شدة الألم، انكسر. قالها بصراحة: "ملعون اليوم الذي وُلدت فيه." شعر بأن الله قد نسيه. لكن الله لم ينسَ.لم يخرجه من السجن بمعجزة، بل بوسيلة بشرية. أرسل له أناسًا أنقذوه، فخرج وأكمل رسالته بأمانة.

قد تمرّ أنت أيضًا اليوم في وقت صعب. وتشعر أن الظلم قد سجنك، أو أن التعب قد قيّدك، وربما بدأت تتذمر.لكن تذكر: التذمّر يغلق باب التعزية، ولا يفتح أبواب الحل. وفي سفر أيوب نقرأ: "لماذا تخاصمه؟ لأنه لا يجاوب عن كل أموره." نعم، ليس كل ما يحدث نَفهَمه، لكن يمكننا أن نثق في الله وسط الغموض.

قل له اليوم: "يا رب، املأ قلبي بالشكر، وانزع روح التذمر من داخلي."دَع الألم يمرّ… ووجهك مرفوع، لا منكس الرأس.

أنت مهمّ، نحبك ونهتم لأجلك.

صباحك مبارك 🌞

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف

مرحبًا، أنا منير، متزوج وأب لولدين، وأحب الرب منذ صغري. أشارككم معجزات الله في حياتي وأؤمن أن الرب يستخدمني ليكون نورًا وملحًا لمن حولي،