هل تفرح لبركة غيرك؟

عزيزي صديقي،
شاهدت اليوم مقطع فيديو بسيطًا لكنه أثّر في قلبي بعمق.رجل يقف في الشارع ويوزع المال على الناس، ولكن بعد أن يعطيهم، يسألهم سؤالًا واحدًا:
"كم ترغب أن أعطي الشخص الذي بعدك؟"
ربما تظن أن الإجابات كانت مليئة بالكرم، لكن في الحقيقة، معظم الناس قالوا:"أعطه مثلما أعطيتني." وهناك من قال: "لا تعطه شيئًا، فالناس لا تستحق" وآخر قال: "أعطه خمسين جنيهًا"، مع أنه تسلّم ضعف هذا المبلغ
أدهشني الأمر… لماذا نفرح حين تصلنا البركة، ونشعر بالضيق حين تُمنح لغيرنا؟لماذا يتوقّف العطاء عندنا؟ولماذا نشعر أن الخير إن وصل للآخرين، فهو خصم من نصيبنا؟ وكأن عطايا الله لغيرنا تحرمنا نحن؟
تذكرت حينها كلمات الرب يسوع:"فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلَا تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِٱلْبُوقِ، كَمَا يَفْعَلُ ٱلْمُرَاؤُونَ ... لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي ٱلْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ ٱلَّذِي يَرَى فِي ٱلْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلَانِيَةً." (متى ٦ : ٢-٤)
"الله يفرح بعطائك، لكنه أيضًا يختبر قلبك عندما ترى البركة تذهب لغيرك."
المعجزة الأولى لليوم: افرح ببركة غيرك، وبارك من يفرح، حتى ولو لم تكن أنت المستفيد.
المعجزة الثانية: اطلب من الله أن يمنحك قلبًا سخيًّا، لا في العطاء فقط، بل في الفرح لعطاء الآخرين.
يا رب، امنحني قلبًا نقيًّا، يفرح بنجاح الآخرين، ويتمنّى الخير للجميع،علّمني أن أثق أنك الإله الذي لا تنقص خزائنه، ولا تنحصر عطاياه.
أنت مهمّ، نحبك ونهتم لأجلك.
صباحكم مبارك 🌞هل تستطيع أن تفرح حين يُبارك غيرك؟

