"الماء الذي يخرج من صخرة قلبك"

عزيزي،
هل شعرت يومًا بالعطش؟ أعني العطش الحقيقي، العميق... العطش الذي لا يرويه كوب ماء، بل يصرخ القلب لأجل حياة هكذا كان حال شعب الله في البرية، حين وقفوا أمام صحراء قاسية، لا ماء، لا ظل، ولا أمل
بدأ الشعب يصرخ، يتذمّر، ويتهم موسى، بل ويتساءل:"لماذا أصعدتنا من مصر لتميتنا بالعطش؟"
وهنا، حدثت واحدة من أعظم معجزات الكتاب المقدس. الله، في محبته العجيبة، لم يغلق أذنه عن صراخهم، بل أمر موسى أن يضرب الصخرة، ومن قلب الصخر الجاف، تفجّر ماء حي هَا أَنَا أَقِفُ أَمَامَكَ هُنَاكَ عَلَى ٱلصَّخْرَةِ فِي حُورِيبَ، فَتَضْرِبُ ٱلصَّخْرَةَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ لِيَشْرَبَ ٱلشَّعْبُ».
هل تصدق أن هذا المشهد لا يخص الماضي فقط؟ الله لا يزال يريد أن يروي عطشك، حتى لو كان قلبك اليوم "صخرة" — قاسية، متعبة، جافة. الله لا يخاف من قساوة قلبك، ولا يتراجع أمام ضعفك. بل يقف، ينتظر لحظة الاعتراف والرجوع، ويضرب صخرتك بحنانه لتتفجر ينابيع حياة
مهما كان وضعك، عطشك، أو يأسك... الله مستعد أن يعطيك ماء الحياة. لا تكتفِ بأمل زائف، ولا تظل تائهًا في برية الألم، بل تعال إليه، واطلب منه أن يروي ظمأك.
وإن شعرت أنك لا تستطيع أن تصلي، فقط اهمس هذه الكلمات:"يا رب، أعطني الماء الذي يروي القلب، لا الجسد فقط."
وستندهش، كيف من صخرة قلبك، سيتفجر نهر حياة.
أنت مهمّ، نحبك ونهتم لأجلك.
صباحكم مبارك 🌞

