تاريخ النشر 26 مايو 2025

درسٌ من امرأة شونمية

تاريخ النشر 26 مايو 2025

 

عزيزي صديقي، 

هل سبق أن زارك ضيف مكث عندك ليومين أو أكثر؟ ربما كان أحد أقاربك أو حتى حماتك قد يكون الأمر سهلاً أحيانًا، وأحيانًا أخرى قد تجد أن طلبات الضيف كثيرة ومتعبة. لكن تخيّل لو جاءك شخص غريب، لا تعرفه، وليس من عائلتك أو أصدقائك ،  في الكتاب المقدس هناك امرأة شونمية كانت مستعدة لاستقبال رجل الله، أليشع. لم تكتفِ باستضافته عند مرورِه، بل خصّصت له غرفة في بيتها ليجد مكانًا يرتاح فيه كلما جاء. ولأن قلبها كان كريماً ومضيافاً، أراد رجل الله أن يباركها. فصلى من أجلها، وبمعجزة من الله، رُزقت بابن رغم كبر سنها.

لكن بعد سنوات، مات هذا الابن فجأة بين ذراعيها! كان الألم عظيمًا، لكنها لم تصرخ ولم تنوح، بل حملت ابنها ووضعته على سرير رجل الله في الغرفة التي أعدّتها له. ثم أسرعت في طريقها إلى النبي أليشع.

وأثناء رحلتها، قابلها خادم النبي وسألها: "أسَلامٌ لَكِ؟ أسَلامٌ لِزَوجِكِ؟ أسَلامٌ لِلغُلامِ؟" (٢ ملوك ٤ : ٢٦).

 فأجابت بثقة: "سلامٌ". قالتها ثلاث مرات، رغم أن ابنها كان ميتًا في البيت كيف استطاعت أن تقول "سلام" في وسط الحزن والألم؟

لقد كانت واثقة في الله، مؤمنة أن من أعطاها هذا الابن قادر على إعادته إليها حيًا. وبالفعل، عندما وصلت إلى رجل الله، صلى أليشع، فعاد الصبي للحياة

هذه المرأة لم تنتظر المعجزة حتى تشعر بالسلام، بل أعلنت سلامها قبل أن تراها وهنا يكمن الدرس العظيم لنا جميعًا. في وسط أزاماتنا، أمراضنا، أوجاعنا، وضغوط الحياة، يمكننا أن نعلن سلام الله العامل فينا.

اليوم، بغض النظر عن مشكلتك، قلها بإيمان: "سلام". أعلن ثقتك في الله، وصدّق أن سلامه يفوق كل عقل. فالله قادر أن يصنع معجزة في حياتك، كما صنع مع المرأة الشونمية.

سلامٌ اليوم، سلامٌ غدًا، وسلامٌ في كل حين

أنت مهمّ، نحبك ونهتم لأجلك.

صباحكم مبارك 🌞

 

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف

مرحبًا، أنا منير، متزوج وأب لولدين، وأحب الرب منذ صغري. أشارككم معجزات الله في حياتي وأؤمن أن الرب يستخدمني ليكون نورًا وملحًا لمن حولي،