أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمُ، بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ

عزيزي صديقي،
كم هو صعبٌ أن نحبَّ أعداءَنا ونباركَ من يلعنُنا، هذا ما تأملتُ فيه صباحًا عندما تذكرتُ مشهدًا من مسلسلٍ، حيث كان رجلٌ يلعنُ آخرَ ويدعو عليه. تساءلتُ: هل الله يلعنُ حقًّا؟ وهل يمكن أن نحبَّ من يعادينا؟
عندما ننظر إلى العهد القديم، نجد أن بعض الأنبياء استخدموا اللعنات في سياق الدينونة والتوبيخ، مثل إيليا الذي دعا أن تنزلَ نارٌ من السماء
( ٢ ملوك ١ :١٠). لكن هل هذا هو قلب الله؟ عندما جاء المسيح، كشف لنا جوهر الله الحقيقي:
"أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمُ، بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ" (متى ٥ : ٤٤).
المسيح لم يكتفِ بأن يعلِّم هذا المبدأ، بل جسَّده في حياته، فحتى وهو معلقٌ على الصليب، لم يلعن مضطهديه، بل صلَّى قائلاً:
"يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لِأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ" (لوقا ٢٣ : ٣٤). هذه هي المحبة التي يدعونا إليها الله، محبةٌ تتجاوز مشاعرنا البشرية، محبةٌ تمنح النعمة بدل اللعنة.
أنت مهمّ، نحبك ونهتم لأجلك.
صباحكم مبارك 🌞

