مفهوم العطاء عند انسان الملكوت

عزيزي صديقي،
اليوم شاهدتُ مقطع فيديو أثَّر فيَّ بشدة. كان هناك صبيٌّ يرمي حذاءه القديم في القمامة، ثم جاء عامل النظافة ليأخذه، لكن الصبي عاد مجددًا، وأخذ الحذاء من الرجل، ثم ألقى به مرة أخرى في القمامة.
في البداية، استغربتُ تصرفه، وتسألتُ: لماذا لا يريد لهذا الرجل أن يأخذ حذاءه القديم؟
لكن بعد لحظات، قام الصبي بخلع حذائه الجديد، وقدَّمه لعامل النظافة هدية
أعجبتني هذه القصة كثيرًا، لأنها تحمل درسًا عميقًا: عندما نعطي، يجب أن نقدم الأفضل مما لدينا، لا ما لم نعد نريده أو كنا سنرميه على أي حال. تذكَّرتُ حينها ما قاله الرب في الكتاب المقدس
"أَكْرِمِ الرَّبَّ مِنْ مَالِكَ وَمِنْ كُلِّ بَاكُورَاتِ غَلَّتِكَ" (أمثال ٣ : ٩).
فالعطاء الحقيقي ليس مجرد تخلٍّ عن شيء زائد عن الحاجة، بل هو تعبير عن المحبة والكرم. وكما فعلت الأرملة التي قدمت فلسيها القليلين بمحبة وإخلاص (مرقس ١٢ : ٤٢ - ٤٤)، هكذا يعلمنا هذا الصبي درسًا ثمينًا: البركة ليست في مقدار ما نعطي، بل في نية العطاء وقيمته في قلوبنا.
أنت مهمّ، نحبك ونهتم لأجلك.
صباحكم مبارك 🌞

