المعنى الحقيقي للعطاء

عزيزي صديقي،
لدي صديق عزيز على فيسبوك، كتب اليوم قصة لطيفة عن ابنه إيليا الذي علّمه درسًا جميلًا في المحبة والبذل دون شروط.
قال صديقي إنه كان يتحدث مع أحد أصدقائه عن أخت تمر بظروف مادية صعبة.
كان إيليا يستمع بصمت، ثم فجأة غاب قليلًا وعاد يحمل مبلغ ٢٠٠ جنيه بين يديه الصغيرتين، وقدّمه بكل حب وبراءة قائلاً: "أنا عايز أساعدها."
تفاجأ صديقي وسأله بدهشة: "ليه يا إيليا؟ أنت ما تعرفهاش."
فرد الطفل ببساطة مذهلة: "في صوت جوّه حسّسني إني عايز أعمل كده."
كلمات إيليا لم تكن مجرد حديث طفل، بل إعلان صادق عن قلب نقي يستجيب لنداء الله الداخلي ، ذلك النداء الذي يدعونا للبذل بمحبة دون انتظار مقابل، حتى وإن لم نعرف الشخص الذي نساعده.
تذكّرت حينها قول السيد المسيح: "مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ"(أعمال الرسل ٢٠ : ٣٥). فالعطاء ليس مجرد فعل مادي نقدمه، بل هو اتجاه قلب يمتلئ حبًا ويستجيب للهمسات الداخلية التي تقودنا إلى الخير.
تصرف إيليا ذكّرني بقصة الأرملة الفقيرة التي وضعت فلسين في الخزانة، فقال عنها الرب: "الحق أقول لكم إن هذه الأرملة الفقيرة قد ألقت أكثر من الجميع" (مرقس ١٢ : ٤٣). لم يكن عطاءها كثيرًا في أعين الناس، لكنه كان مليئًا بالمحبة والإيمان.
هذه القصة دعوة لنا جميعًا لأن نصغي لذلك الصوت الداخلي الذي يقودنا إلى المحبة والبذل، ولنتعلّم من الأطفال كيف نعطي بفرح وسخاء دون حسابات معقدة، لأن "الله يحب المعطي المسرور" (كورنثوس الثانية ٩ : ٧).
شكرت إيليا من أعماق قلبي لأنه ذكّرني بمعنى العطاء الحقيقي—ذلك العطاء الذي لا يقيس ولا يحسب، بل ينبع من قلب ممتلئ بالحب والإيمان بأن الله يبارك كل بذل مهما بدا صغيرًا في أعين الناس.
أنت غالي ومحبوب، نهتم بك ونصلي لأجلك.صباحك مبارك ومليء بالنور ✨

