الثقة الكاملة في حكمة الله

عزيزي صديقي،
في حياتنا اليومية، نتعامل مع الكثير من الأمور التي نثق فيها تمامًا دون أن نسأل أسئلة كثيرة.
عندما نذهب إلى الطبيب، نأخذ الروشته دون أن نسأله: "لماذا الدواء ثلاث مرات وليس مرتين؟" نثق في علمه وخبرته.
وعندما يتعطل شيء في البيت، نطلب الصيانة، وعندما يأتي الفني، نتركه يعمل دون أن نتدخل في تفاصيل ما يفعله.
حتى عندما تتعطل سيارتنا، نذهب إلى الميكانيكي ونثق أنه سيعرف كيف يصلحها بأفضل طريقة.
لكن، عندما نواجه تحديات في حياتنا، أو عندما لا تسير الأمور كما نريد، نبدأ في التساؤل:
"لماذا يا رب حدث هذا؟ لماذا لم تتحقق طلباتي؟ لماذا الأمور لم تسر كما أريد؟" ننسى أن الله، خالق الكون، يعلم كل شيء عنا، ويعرف ما هو الأفضل لنا، حتى لو لم نكن نراه في تلك اللحظة.
الكتاب المقدس يقول:
"تَوَكَّلْ عَلَى ٱلرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لَا تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ ٱعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ."
هذه الآية تذكرنا بأننا عندما نسلّم كل أمورنا لله، ونثق فيه، فهو سيهتم بكل تفاصيل حياتنا ويقودنا إلى الطريق الصحيح.
الله يعرف ما نحتاج إليه قبل أن نطلبه، وهو يعمل دائمًا لخيرنا، حتى لو لم نفهم كل شيء في الوقت الحالي.
لذلك، بدلًا من أن نشغل أنفسنا بالأسئلة والقلق، لنثق في الله كأب يحبنا ويعتني بنا. لنُسلّم له كل أمورنا، ونقول له:
"يا رب، أنا أثق فيك، وأعلم أنك تعمل كل شيء لخيري." عندما نفعل ذلك، سنشعر بالسلام الذي يفوق كل فهم، وسنرى كيف أن الله يعمل في حياتنا بأسلوب يفوق توقعاتنا.
أنت مهمّ، نحبك ونهتم لأجلك.
صباحكم مبارك 🌞

