عندما يتحدث الله

عزيزي صديقي، كان صديقي يحكي لي عن مغامرته في صحراء الفيوم، حيث الرمال الممتدة بلا نهاية، والصمت العميق الذي يلف المكان بهدوء مهيب. وصف لي كيف أن الهواء النقي والسماء الواسعة يمنحان شعورًا نادرًا من الصفاء والتأمل.
قال لي: "هناك شيء مميز في هذه المساحات التي تبدو خالية، لكنها تحمل في طياتها دروسًا للحياة والروح لا تُقدَّر بثمن."
أخبرني كيف أن الصحراء علمته الصبر والتأني، فكل خطوة تحتاج إلى ثبات وهدوء، لأن العجلة قد تُضلّ المسار.
وأدرك أن هذا يشبه تمامًا رحلتنا الروحية، حيث نحتاج إلى الثقة في إرشاد الله، حتى عندما يبدو الطريق غير واضح.
وسط ذلك السكون العميق، اختبر لحظات من الإصغاء الداخلي، وكأنه يسمع صوت الله يهمس في قلبه: "هأنذا معك، لا تخف."
كان يحكي بشغف عن شعوره حين وجد واحة ماء بعد مسيرة طويلة، قائلاً: "كأنها حياة وسط الموت، كأنها معجزة صغيرة في عالم من الجفاف!" عندها أدرك أن كلمة الله تشبه هذه الواحة، فهي وحدها القادرة على أن تروي عطش أرواحنا وسط صعوبات الحياة.
وفي النهاية، قال لي: "لم تكن رحلتي مجرد مغامرة، بل كانت درسًا روحيًا عميقًا.
لقد أدركت أن الله يستطيع أن يستخدم حتى الأماكن التي نراها قاحلة ليكشف لنا عن ذاته و يمنحنا قوة جديدة للاستمرار."
هل ترى كيف يمكن للصحراء أن تحوّل قلوبنا إلى أرض خصبة مليئة بالإيمان؟ 🌿
أنت غالي ومحبوب، نهتم بك ونصلي لأجلك.صباحك مبارك ومليء بالنور ✨

