التحديات فرصة للإيمان

صديقي العزيز، صديقي، التطور والاختراعات العظيمة التي نراها اليوم لم تكن لتتحقق لولا أن هناك من آمن بإمكانية تنفيذها.
كل اختراع بدأ بفكرة، والفكرة تحتاج إلى من يحتضنها، يتأملها، يعمل عليها، ويتحدى الصعوبات التي تواجهها. لكن الغريب أن كثيرًا منّا عندما تأتيه فكرة جديدة، يتوقف عند حدود الصعوبات المحتملة، ويبدأ في تعداد المشاكل قبل أن يبدأ حتى في المحاولة.
هذا يشبه كثيرًا الإيمان. فالإيمان بالله يتطلب أكثر من مجرد قناعة عقلية، بل يحتاج إلى قرار بتغيير السلوك، وربما التخلي عن بعض العادات القديمة وحتى مراجعة بعض المعتقدات. وهنا يظهر الصراع بين الحياة الجديدة التي يدعونا الله إليها وبين الخطايا التي اعتدنا عليها. إذا ركز الإنسان على التحديات فقط، سيشعر أن الأمر مستحيل، لكن السر يكمن في تجديد الذهن.
يقول الكتاب المقدس:
"تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم، لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة" (رومية ١٢ : ٢).
التجديد الذهني هو المفتاح الذي يغير نظرتنا للأمور، يجعلنا نرى التحديات كخطوات في طريق النجاح وليس كعوائق تحبطنا. حين يتجدد الذهن بنور الإيمان، يدرك الإنسان أن الحياة مع الله ليست قائمة على قوته الذاتية فقط، بل على النعمة التي تسنده وتقوده خطوة بخطوة.
كما أن المخترعين لم يصلوا إلى إنجازاتهم إلا بالإصرار والاستمرار رغم الفشل، هكذا أيضًا في الحياة الروحية. قد يكون هناك صراع مع الخطية، وقد يكون هناك مقاومة من المجتمع، لكن من يضع ثقته في الله، ويجدد ذهنه بكلمته، سيجد أن الرحلة مع الإيمان ليست مستحيلة، بل ممتلئة بالنعمة والانتصار.
أنت غالي ومحبوب، نهتم بك ونصلي لأجلك.صباحك مبارك ومليء بالنور ✨

