تاريخ النشر 23 أكتوبر 2023

يبتغون وطنا افضل

تاريخ النشر 23 أكتوبر 2023

[image]

يبتغون وطنا افضل

في العهد القديم، كان أبطال الإيمان يتطلعون بشغف وحماسة للوصول إلى العالم الروحي السماوي الأبدي، ويسعون لمعرفة الحقائق العميقة. إبراهيم، على سبيل المثال، عاش بإيمان واختار ترك وطنه والسفر إلى مكان غير معروف، ولكنه كان يثق بأنه في طريقه إلى مكان أفضل وعلاقة أعمق مع الله. على الرغم من عدم معرفته المكان الذي هو ذاهب إليه، كان يثق في الله ويسلك الطريق الذي أرشده الله إليه. وبهذا الإيمان، أطاع دعوة الله وغادر وطنه. يذكر كاتب العبرانيين: "بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثًا، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي." (عب 11: 8).

هؤلاء الأبطال في العهد القديم يعكسون شوقهم العميق إلى الله وثقتهم الكاملة في وعوده. كانوا يعيشون بإيمان صادق وكانوا مستعدين للتضحية والسعي لتحقيق مشيئة الله. يمكننا أن نستلهم من أمثالهم للعيش بإيمان قوي والسعي للتقرب من الله والعيش حسب وصاياه.

كما أن سارة، زوجة إبراهيم، كانت عاقرًا وشاخت ايضاً، لكن الله وعدها بأنها ستلد ابنًا. لم تصدق سارة في البداية، لكنها آمنت أخيرًا بوعود الله. وبسبب إيمانها، أكرمها الله بنعمته وبركته، وأصبحت أمًا للأجيال اللاحقة التي أكثرها وباركها الله من خلال ابنها إسحق. كانت سارة تنظر دائمًا إلى الوطن الروحي الثابت الذي صنعه الله، وكانت تتوق إلى اللقاء الأعمق مع الله وترتقب تحقيق وعوده. يُذكر في رسالة العبرانيين: "بِالإِيمَانِ سَارَةُ نَفْسُهَا أَيْضًا أَخَذَتْ قُدْرَةً عَلَى إِنْشَاءِ نَسْل، وَبَعْدَ وَقْتِ السِّنِّ وَلَدَتْ، إِذْ حَسِبَتِ الَّذِي وَعَدَ صَادِقًا. لِذلِكَ وُلِدَ أَيْضًا مِنْ وَاحِدٍ، وَذلِكَ مِنْ مُمَاتٍ، مِثْلُ نُجُومِ السَّمَاءِ فِي الْكَثْرَةِ، وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ الَّذِي لاَ يُعَدُّ" (عب 11: 11- 12).

وكان العديد من رجال الله في العهد القديم يستمدون قوتهم وثباتهم من مصدر روحي واحد مقدس هو السيد المسيح صخر الدهور. تعتبر التوراة والأوامر الإلهية هدايا قيّمة منحها الله لشعبه، وكانوا يعيشون وفقًا لتلك الوصايا لأنهم كانوا يثقون في إرشاد الله ورعايته. والتزام هذه الوصايا كان يعكس إيمانهم العميق بالله وثقتهم في رعايته. أبطال الإيمان في العهد القديم كانوا متشوقين إلى الوطن السماوي. لقد عاشوا في أرض غريبة، لكنهم كانوا ينظرون إلى ما وراء المنظور إلى الأبدية. كانوا يعرفون أن الله كان قد أعد لهم مكانًا في السماء، وكانوا ينتظرون ذلك اليوم بفارغ الصبر.

نحن أيضًا نعيش في أرض غريبة. نحن غرباء على هذه الأرض، لأن وطننا الحقيقي في السماء. نحن ننظر إلى ما وراء المنظور إلى الأبدية، حيث سنكون مع الله إلى الأبد. دعونا نتعلم من أبطال الإيمان في العهد القديم. دعونا نعيش بالإيمان، ونضع ثقتنا في الله، حتى عندما لا نتمكن من رؤيته أو لمسه. دعونا نتشوق إلى الوطن السماوي، وننتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر.

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف