وقت الشدة
عزيزي صديقي
اليوم استرجعت ذكرى موقف صعب مررنا به جميعًا في مصر. أتذكر الانفجار الكبير الذي حدث في كنيسة بالإسكندرية، حيث فقدنا أرواحًا كثيرة من أحبائنا. بالطبع، تأثرنا جميعًا بما حدث، وتولد في قلوبنا ألم وصدمة.
بعد هذا الحادث، اجتمع بعض الأصدقاء، وقرروا أن يعبروا عن شجاعتهم وإيمانهم بأغنية تقول "مش خايفين من الموت." فاجأني أحد أصدقائي من العمل باتصال ليعرض عليّ إخراج هذه الترنيمة، وكنت متحمسًا للغاية لهذه الفكرة. قمنا بإحضار معدات التصوير وتوجهنا إلى الكنيسة التي خططنا لتصوير الترنيمة فيها.
وبدأنا في تجهيز الكاميرات وترتيب المشهد مع الفريق، وإذا بالكاميرا تسقط فجأة، مارة عبر السلالم وتنكسر بالكامل. شعرت بدهشة عارمة، وكان قلبي غارقًا في القلق؛ كيف سأتمكن من تعويض ثمن الكاميرا؟ وكيف سنكمل التصوير بينما نحن في بداية العمل، وجميع من جاء للتصوير بانتظارنا؟
قررت الذهاب إلى الشركة، واستعرت كاميرا أخرى لإكمال التصوير. وبالفعل، أنجزنا العمل، وعدت مع صديقي جورج إلى الشركة، محاولين إيجاد حل لإصلاح الكاميرا. قمنا بتفكيك الكاميرا إلى أجزاء، واشترينا قطع الغيار المطلوبة، لكن كان هناك جزء متضرر من هيكل الكاميرا نفسه ولم نتمكن من إصلاحه. جربنا إلصاقه عدة مرات، لكن القطعة كانت تنفصل باستمرار.
في تلك اللحظة، اتخذ صديقي قرارًا جريئًا، حيث قام بثقب الجزء الداخلي من الكاميرا باستخدام مثقاب كهربائي. كان موقفًا مرعبًا، لكننا في النهاية استطعنا إعادة الكاميرا إلى العمل، وتمت الأمور بسلام.
في أحيان كثيرة، نواجه مواقف تبدو بلا حل، وصعبة للغاية، لكن الله دائمًا لديه الحلول، ويعمل بطرق غير متوقعة. علينا أن نهدأ، ونرى الأمور بسلام، مؤمنين أن الله لا يتركنا، ولن يتخلى عنا أبدًا. أشجعك، إن مررت بموقف صعب، أن تشارك قصتك. هناك من يود سماعك، والعديد قد يجدون إلهامًا في تجاربك.
أنت مهم، نحبك ونهتم لأجلك.
