تاريخ النشر 25 نوفمبر 2024

نوح

تاريخ النشر 25 نوفمبر 2024

عزيزي صديقي,

 تُعتبر قصة نوح والفلك من القصص العظيمة التي تحمل معاني عميقة وروحية. عندما أمر الله نوحًا ببناء الفلك، لم يكن هناك فيضان بعد. وهنا يبرز سؤالي: ماذا سأفعل لو طلب الله مني شيئًا مشابهًا؟ بصراحة، أشعر بصعوبة في تصديق ذلك، خاصةً أن بناء الفلك استغرق حوالي ١٠٠ إلى ١٢٠ عامًا. هذا الرقم مذكور في الكتاب المقدس في سفر التكوين، 

حيث يُشير الله إلى أن فترة انتظار الطوفان ستكون ١٢٠ عامًا (تكوين ٦ : ٣)

 

أقر بأن إيماني ضعيف، لأنني عندما أفكر في هذه المدة، أجد صعوبة في الاستيعاب. لكن هذا الوقت الطويل يُظهر مدى إيمان نوح وصبره في تنفيذ أمر الله، رغم السخرية والتحديات التي واجهها من المحيطين به. كان الأمر يتطلب إيمانًا عميقًا من نوح، فقد كان يبني الفلك في بيئة لم يكن فيها أي دليل مادي على حدوث الفيضان، مما يُظهر قوة إيمانه وثقته في الله.

 

إن بناء الفلك كان عملًا يتطلب الصبر والجهد، بالإضافة إلى الجرأة على مواجهة سخرية الناس من حوله. ومع ذلك، استمر نوح في تنفيذ ما أمره الله به، مُظهرًا إيمانًا قويًا بأنه سيفي بوعده. هذه القصة تُظهر كيف أن الإيمان الحقيقي يمكن أن يتحدى الظروف المحيطة، ويعتمد على وعود الله حتى عندما لا نرى النتائج على الفور.

 

عندما جاء الفيضان، كان الفلك هو الملاذ الذي أنقذ نوحًا وعائلته من الهلاك. هذا يُظهر كيف أن الطاعة لله والإيمان بكلمته يمكن أن يؤديان إلى الخلاص. إن قصة نوح تُعلمنا أهمية الاستماع إلى صوت الله، حتى عندما يبدو الأمر غير منطقي أو بعيد المنال. إن الإيمان الذي يتجاوز الشكوك ويُظهر الثقة في وعود الله هو ما يُحقق الخلاص في النهاية.

 

أنت مهم، ونحن نحبك ونهتم لأجلك.

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف

مرحبًا، أنا منير، متزوج وأب لولدين، وأحب الرب منذ صغري. أشارككم معجزات الله في حياتي وأؤمن أن الرب يستخدمني ليكون نورًا وملحًا لمن حولي،