محبة الآخرين
عزيزي صديقي
في حياتنا اليومية، قد نجد أنفسنا محاطين بأشخاص يحبوننا ويدعموننا، سواء كانوا من العائلة أو الأصدقاء. ولأننا نحبهم بالمثل، نميل بسهولة إلى تقديم المحبة والعطاء لهم. لكن السؤال هنا: أي فضل لنا إن كنا نحب من يحبوننا فقط؟ وهل يمكن أن نرتقي بمعنى المحبة إلى مستويات أعلى، تتجاوز الدائرة الضيقة للمقربين منا؟
يتحدث الإنجيل عن هذا المبدأ في قول المسيح: "فَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضًا يُحِبُّونَ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُمْ" (لوقا ٦ : ٣٢). بكلمات بسيطة ومباشرة، يشجعنا هذا القول على تجاوز الحب المحدود، ويطالبنا بأن ننمي حبًا يشمل الجميع، حتى أولئك الذين قد لا يكونون دائمًا بجانبنا أو من يحبوننا بالفعل.
المحبة الصادقة تتطلب التضحية والصبر والغفران. إنها تدعونا لتجاوز حدود الأنانية، وتحثنا على مواجهة تحديات الخلافات، وأن نحب أولئك الذين يختلفون عنا.
لذلك، يظهر فضل محبتنا للآخرين عندما نحب بتواضع. حين نرى الناس بعين الله، ونحبهم ليس لأنهم يستحقون فقط، بل لأننا تعلمنا أن نعكس محبة الله في علاقاتنا مع الجميع.
أنت مهم، نحبك ونهتم لأجلك.
