لكنك تفعل ذلك بكبرياء أكبر يا عزيزي
[image]
لكنك تفعل ذلك بكبرياء أكبر يا عزيزي
يحكى أن "أفلاطون دعا بعض الأصدقاء إلى منزله. وكان عنده سرير فخم جدا. فجلس أحدهم، وكان قذرا جدا، عليه. ولم يكتف بذلك بل وطأه بقدميه المملوءتين بالطين قائلا: أنا الآن أدوس على كبرياء أفلاطون. فأجابه أفلاطون بلطف: ولكنك تفعل ذلك بكبرياء أكبر يا عزيزي." كثير وهم ينتقدون الآخرين يكونون نظير صديق الفيلسوف. وفي المسيحية كثير يعتقدون أن التكريس فقط هو أن أعيش بتول أو راهب أو أكون كاهنا رغم أن هذه أشكال رائعة وواضحة للتعبير عن لتكريس لكنها ليست جوهر التكريس.
وأحيانا يذهب البعض إلى أن التكريس هو التزمت أو الزهد والتقشف، لكن هذا المزيج كثيرا ما يكون بعيدا تماما عن التكريس الحقيقي للرب يسوع. لذا فمن المهم التفرقة بين التكريس للمسيح، وبين مظاهر التكريس
التكريس هو أن نعطي حياتنا لله، وأن نعيشها وفقا لمشيئته. يعني هذا أن نكون ملكا لله، وليس لأنفسنا. إن نسكب حياتنا أمام ربنا يسوع المسيح، في الصلاة الربانية، ندعو لأن يسود ملكوت الله في حياتنا (لتكن مشيئتك) ونرغب في أن نكون أدوات لله لإظهار ملكوته في العالم. عندما نكون مكرسين لله، فإننا نعلن ملكوته في حياتنا. فنحن نعيش كما يحب الله، ونفعل ما يريده.
التكريس ليس مجرد حالة أو رتبة، بل هو الجوهر الحقيقي والمهم وليس مجرد شكل خارجي. يشمل التكريس تسليم كل ما نملك لله، سواء كانت أفكارنا أو قلوبنا أو حواسنا.
التكريس لا يعني مجرد عدم الزواج (العيش كبتول ) أو ارتداء زي معين (مثل الرهبنة). بل هو أكثر من ذلك. إنه أن نعيش ليس لأنفسنا، بل للمسيح ولإرضائه. أي أن نرفض الذات ونعيش للمسيح.
عندما ندرك قيمة عمل الله من أجلنا ومدى حبه العظيم، نتخلى عن أنانيتنا ونتبعه بكل قلوبنا. نقول دائما في قلوبنا "ليس أنا، بل المسيح"، لأنه يستحق أن نعيش لأجله وأن نعبده.
ما أجمل صلاة الرب يسوع من أجل تلاميذه على مر العصور في إنجيل يوحنا 15:17-19
"لست أسأل أن تأخذهم من ٱلعالم بل أن تحفظهم من ٱلشرير. ليسوا من ٱلعالم كما أني أنا لست من ٱلعالم. قدسهم في حقك. كلامك هو حق. كما أرسلتني إلى ٱلعالم أرسلتهم أنا إلى ٱلعالم، ولأجلهم أقدس أنا ذاتي، ليكونوا هم أيضا مقدسين في ٱلحق."
