لَا تُغِيظُوا أَوْلَادَكُمْ

عزيزي صديقي،
منذ أن كنت صغيرًا، أحببت المزاح كثيرًا. كنت أراه طريقة سهلة لتقريب المسافات بيني وبين من حولي. لكن مع الوقت، أدركت أن المزاح، إذا لم يُستخدم بحكمة، قد يُزعج الآخرين دون أن أقصد.
أتذكر أنني كنت أمزح مع أبنائي حتى في أوقات الجدية. كنت أعتقد أن الأمر خفيف، لكنني رأيت أحيانًا على وجوههم تعبيرات تُظهر ضيقهم أو إحراجهم. زوجتي كانت تذكرني دائمًا: "لا بد من أن تعرف متى تمزح ومتى تكون جادًا!"
توقفت عند قول الرسول بولس:"وَأَنْتُمْ أَيُّهَا ٱلْآبَاءُ، لَا تُغِيظُوا أَوْلَادَكُمْ، بَلْ رَبُّوهُمْ بِتَأْدِيبِ ٱلرَّبِّ وَإِنْذَارِهِ" (أفسس ٦ : ٤).شعرت أن هذه الكلمات تخاطبني مباشرة. أدركت أن الأبوة ليست فقط أوامر وتعليمات، لكنها احتواء ومحبة وتوازن بين الحزم والمرح.
الأطفال يحتاجون منا أن نصغي إليهم، أن نشعر بهم، وأن نؤدبهم بمحبة. الله في محبته لنا لم يثقل علينا، بل يعطينا دائمًا فرصًا جديدة للنمو والتعلم.
تعلمت أن المزاح جميل إذا كان في وقته المناسب، وأن الحزم ضروري إذا كان برفق. عندما نجد هذا التوازن، نصنع بيوتًا مليئة بالحب والسلام، تعكس محبة الله لنا.
أنت مهمّ، نحبك ونهتم لأجلك.

