لا تطلب ما لنفسها
لا تطلب ما لنفسها
عندما أحبّ يوناثان داود، لم يكن مجرد حبّ عاديّ بين صديقين. بل كان حبًّا حقيقياً فريدًا من نوعه، مليئًا بالتضحية والإخلاص.
فقد كان يوناثان على استعدادٍ للتخلي عن كلّ شيءٍ من أجل داود، حتى عن حقه في المُلك. فكان يشتهي أن يرى إكليل أبيه على رأس داود أكثر مما يشتهي أن يراه على رأسه.
وهذا ما عبّر عنه بوضوحٍ عندما قال لداود: "انت تملك على إسرائيل وأنا أكون معك ثانيًا" (1 صم 23: 17).
[image]
من صفات الحب الحقيقي أنه لا يسعى وراء مصالحه الشخصية.
في اللغة اليونانية، تُستخدم كلمة "eautou" للتعبير عن "ما لنفسه".
تنصحنا كلمة الله بالابتعاد عن طلب ما لأنفسنا في العديد من المواضع.
في رومية 15: 1- 3 يُنصح الأقوياء بتحمل أضعاف الضعفاء، وعدم السعي وراء إرضاء أنفسهم. بدلاً من ذلك، يجب على كل شخص أن يُرضي قريبه للخير، من أجل بناء علاقات قوية.
وفي (1 كو 10: 23 - 24) "«كل الأشياء تحل لي»، لكن ليس كل الأشياء توافق. «كل الأشياء تحل لي»، ولكن ليس كل الأشياء تبني. لا يطلب أحد ما هو لنفسه، بل كل واحد ما هو للآخر. "
المحبة الحقيقية تُركز على الآخرين: عندما نُسلك بالمحبة، نُبعد أنفسنا عن مركزية "الأنا". فالمحبة لا تبحث عن إرضاء أنفسنا، بل تُركز على إرضاء الله ومباركة الآخرين.
إن فضيلة الاهتمام بالآخرين هي نعمة إلهية لا يمكن للإنسان أن يتمتع بها إلا إذا نال الروح القدس.
عندما نُصبح مولودين من الروح، نُصبح قادرين على الاهتمام بالآخرين، ونُشارك في بناء مجتمعات أكثر إنسانية.
هيا بنا يا صديقي، نرفع هذه من قلوبنا
يا إلهنا الحنون، نتضرع إليك اليوم ونطلب منك أن تُنير قلوبنا بنورك وتُغمرها بمحبتك الصادقة.
نسألك أن تُعيننا على أن نحبّ دون أن ننتظر شيئًا في المقابل.
ألهمنا يا ربّ أن نُقدم محبتنا دون شروط.
اجعلنا يا إلهنا نُسامح من أساء إلينا، ونُحبّ أعدائنا، ونُقدم الخير للجميع دون تمييز.
اجعلنا يا إلهنا نورًا للعالم، ونبعًا للمحبة يذوق منه العالم محبتك. آمين.
