لا تتعدى حقوق الآخرين
تؤكّد نصوص الكتاب المقدس على أهمية احترام حقوق الغير، وتُحذّر من التعدّي عليها. نِصفَ الوصايا على الأقل تتعامل مع حقوق الغير. فعندما يقول «لا تسرق» فهو يمنعك من التعدي على ملكية الغير، وليس بأخذها فقط بل أيضًا بالقول «لا تشتهِ». أنها تقدس حياة الغير بكلمة «لا تقتل»، وكرامة الغير بألا «تشهد على قريبك بالزور». أما في العهد الجديد فالمستوى أعلى؛ إنه يوصينا أن نعطي الغير ونحبهم ونضيفهم ولا نسيء إليهم ولا أدنى إساءة.
[image]
ملك شرير اسمه آخاب (١ملوك٢١) يملك الكثير، وله جار بسيط اسمه نابوت اليزرعيلي يملك حقل عنب لا يُقارَن بممتلكات آخاب. طمع آخاب بحقل نابوت اليزرعيلي الصغير. لم يكتفِ آخاب بالرغبة في الحقل، بل سعى للحصول عليه بكلّ الوسائل، حتى لو أدّى ذلك إلى القتل.
لقد حقَّق متعته، لكنه لم يهنأ بها إلا القليل جدًا. اسمع ما قيل له عن فم الرب: «هَلْ قَتَلْتَ وَوَرِثْتَ أَيْضًا؟... فِي الْمَكَانِ الَّذِي لَحَسَتْ فِيهِ الْكِلاَبُ دَمَ نَابُوتَ تَلْحَسُ الْكِلاَبُ دَمَكَ... قَدْ بِعْتَ نَفْسَكَ لِعَمَلِ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. هأَنَذَا أَجْلِبُ عَلَيْكَ شَرًّا، وَأُبِيدُ نَسْلَكَ... لأَجْلِ الإِغَاظَةِ الَّتِي أَغَظْتَنِي، وَلِجَعْلِكَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ». (1مل21: 19- 22)
يا صديقي، لا يمكننا تحقيق السعادة الحقيقية على حساب الآخرين. فالتعدّي على حقوقهم، أو إهانتهم، أو إيذائهم، أو إزعاجهم، كلّها أفعال تُدمّر سعادتنا على المدى الطويل.
إنّ احترام حقوق الغير هو أساس بناء مجتمعٍ متماسكٍ وسعيد. فحينما نعيش معاً بسلامٍ وتسامح، ونُحترم حقوق بعضنا البعض، ننعم بالسعادة الحقيقية والرضا النفسي.
