كيف تُصقلنا التحديات؟
عزيزي صديقي
شاهدت تأمل عميق وبسيط في نفس الوقت لمس قلبي ،التأمل للاب بولس جورج يقول :
"تأملتُ يوماً في بيضةٍ تُسلق في ماءٍ مغلي، فإذا بي أرى بعضها يتصدع ويتفتت، فيذوب بياضها وصفارها في الماء، فلا يبقى منها شيء. في حين أن بعض البيض الآخر، الذي يوضع في نفس القدر، ويتعرض لنفس درجة الحرارة، يخرج سليماً معافى.
فكيف يحدث هذا؟ إن كل البيض، دون استثناء، يوضع في نفس الظروف، ويأتي من نفس المصدر، ويتعرض لنفس المؤثر. ومع ذلك، فإن بعضه يتحطم والبعض الآخر يبقى صامداً.
إن السر يكمن في البيضة نفسها، وليس في الماء المغلي أو القدر. فالبيضة المتصدعة، كانت تحمل في داخلها شروخاً خفية، فلم تستطع مقاومة الحرارة والضغط، وانفجرت. أما البيضة السليمة، فبفضل قشرتها الصلبة وبياضها المتماسك، استطاعت أن تتحدى الظروف القاسية، بل وتحولت من حالة السيولة إلى حالة الصلابة، أي من الضعف إلى القوة.وهكذا هي الحياة، فنحن جميعاً نمر بمحن وتحديات. ولكن عندما يكون الله معنا في هذه التحديات، تأتي المعية والمعونة والصبر.
أود أن أترك معك هذه الآية اليوم: (رومية ٥ : ١-٥) فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِٱلْإِيمَانِ لَنَا سَلَامٌ مَعَ ٱللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي بِهِ أَيْضًا قَدْ صَارَ لَنَا ٱلدُّخُولُ بِٱلْإِيمَانِ، إِلَى هَذِهِ ٱلنِّعْمَةِ ٱلَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ، وَنَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ ٱللهِ. وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي ٱلضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ ٱلضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا، وَٱلصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَٱلتَّزْكِيَةُ رَجَاءً، وَٱلرَّجَاءُ لَا يُخْزِي، لِأَنَّ مَحَبَّةَ ٱللهِ قَدِ ٱنْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلْمُعْطَى لَنَا.
نحبك يا صديقي ونهتم لأجلك نتمنى أن نكون معك في كل ما تمر به.
