فكيف نكون صانعي سلام؟
[image]
فكيف نكون صانعي سلام؟
تحتاج الأشخاص الذين يحيطون بنا إلى من يخبرهم عن مصدر السلام وطريقه. ويمكننا أن نكون نحن السفراء الذين يعلنون عن خلاص ربنا يسوع المسيح لهم. "مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِالسَّلاَمِ الْمُبَشِّرِينَ بِالْخَيْرَاتِ" (رومية ١٠: ١٥)، لذلك نسعى لأن نكون سفراءً عن السيد المسيح ندعون الناس للتصالح مع الله من خلال الرب يسوع المسيح.
في البداية، لا يمكن أن يكون الإنسان صانع سلام إلا إذا كان قد عاش السلام أولاً مع الله. فعندما نقبل المسيح ونخلص به، نحصل على سلام الله الذي يحل فينا ويعطينا قوة لنشر السلام في العالم. يقول الرسول بولس: "إذ قد تبررنا بالإيمان، لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رومية 5:1). وأيضًا يقول: "لأنه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحداً، ونقض حائط السياج المتوسط، أي العداوة، مُبطلاً بجسده، ناموس الوصايا في فرائض، لكي يخلق الاثنين في نفسه إنساناً واحداً جديداً، صانعاً سلاماً، ويُصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب، قاتلاً العداوة به. فجاء وبشَّركم بسلام أنتم البعيدين والقريبين" (أفسس 2: 14- 17).
لذلك، صناعة السلام تكمن في اتباع السيد المسيح وأن تصبح تلميذ له، ومن ثم تمتلئ حياتنا بسلامه، ونستطيع أن نكون سفراءً له. كما يقول الرسول بولس: "إذاً نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا، نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله" (2 كورنثوس 5:20). ولسان حال صانع السلام دائمًا يقول: "طَالَ عَلَى نَفْسِي سَكَنُهَا مَعَ مُبْغِضِ السَّلاَمِ. أَنَا سَلاَمٌ، وَحِينَمَا أَتَكَلَّمُ فَهُمْ لِلْحَرْبِ" (مزامير 120:6-7). بترجمة أخرى: "مع مبغضي السلام كنت صانع سلام، وحينما أُكلِّمهم كانوا يقاتلونني باطلاً" (مزامير 120:7،6 سبعينية).
لهذا يحتاج صانع السلام إلى كمية كبيرة من المحبة والصبر والاحتمال والتضحية، ويجب أن يكون مستعدًا للرفض والاضطهاد، وأن لا يفرق بين صديق وعدو. كما يقول الرسول بطرس: "بل قدِّسوا الرب الإله في قلوبكم، مستعدين دائمًا للإجابة عن كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم، بوداعة وخوف" (1 بطرس 3:15).
يضع صانع السلام نصب عينيه قول المسيح: "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلُّوا لأجل الذين يسيئونإليكم ويطردونكم، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات. فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين... فكونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (متى 5:44-48). ولذا يستحق صانعو السلام التطويب قائلين: "طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يُدعون" (متى 5:9).
