تاريخ النشر 26 فبراير 2025

فرحة القلب

تاريخ النشر 26 فبراير 2025

عزيزي صديقي، 

اليوم كنت أشاهد فيديو قصيرًا عن اثنين من لاعبي كرة القدم المشهورين. القصة بدأت عندما تواصل والدا طفل يعاني من إعاقة مع هؤلاء اللاعبين، ليخبروهم عن حب ابنهم الكبير لهما. لم يكن الأمر مجرد رسالة عابرة؛ بل أخذ اللاعبان المبادرة، وقررا زيارة الطفل في المستشفى.

ما حدث بعدها كان مؤثرًا للغاية. لم يكتفِ اللاعبان بزيارة بسيطة، بل أهدياه فرصة اللعب معهما. وبعد ذلك، رتّبا له أن يمشي بجوارهما في مباراة حقيقية، وسط أضواء الكاميرات والجماهير، ليعيش لحظات لا تُنسى، ويتحقق حلمه الذي ربما لم يكن يظن أنه ممكن.

بصراحة، لم أستطع منع دموعي من الانهمار أثناء مشاهدة الفيديو. فكرة أن يُسعد شخص آخر، أن تُبذل الجهود لإدخال السرور إلى قلبه، هي شيء يفوق الوصف. ما فعله اللاعبان لم يكن مجرد عمل خير، بل كان تعبيرًا حقيقيًا عن إنسانية متجذرة، وعن إدراك قيمة الفرح في حياة الآخرين.

وأنا أشاهد هذا المشهد، لم أستطع إلا أن أفكر في محبة الله لنا. كم مرة يعمل الله في حياتنا دون أن ندرك؟ كم مرة يمنحنا الفرح ويهيئ لنا الطرق، ليس لأنه مضطر، بل لأنه يحبنا ويريد لنا السعادة؟

الله لا يقتصر على تحقيق أحلامنا الصغيرة فقط، بل يعطينا فوق ما نسأل أو نفتكر

" وَٱلْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ ٱلْقُوَّةِ ٱلَّتِي تَعْمَلُ فِينَا،"

(أفسس ٣ : ٢٠).

إنه يخطط لكل تفصيل في حياتنا ليجعلها مملوءة بالفرح والسلام. مثلما فعل اللاعبان هذا المجهود لإسعاد الطفل، الله أيضًا يعمل دائمًا لصالحنا، ليعطينا فرحة القلب التي لا يقدر العالم أن ينتزعها.

فلنتعلم من هذا الموقف البسيط أن نسعى لزرع الفرح في قلوب الآخرين، لأن القليل من الجهد قد يعني الكثير لشخص آخر.

أنت مهمّ، نحبك ونهتم لأجلك.

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف

مرحبًا، أنا منير، متزوج وأب لولدين، وأحب الرب منذ صغري. أشارككم معجزات الله في حياتي وأؤمن أن الرب يستخدمني ليكون نورًا وملحًا لمن حولي،