تاريخ النشر 29 سبتمبر 2023

فائدة أو مكافأة صناعة السلام

تاريخ النشر 29 سبتمبر 2023

[image]

 

فائدة أو مكافأة صناعة السلام

هناك فائدة عظيمة في أن نكون صانعي سلام، وهي أن نُدعى أبناء الله. هذه كرامة لا تضاهيها كرامة أخرى، فهي تدل على أننا نتمتع بمحبة الله واحترامه.

وكلمة "أبناء الله" في هذا النص ليست مجرد وصف لعاطفة الله تجاهنا، بل هي أيضًا إشارة إلى مكانتنا العالية في نظره. فالكلمة اليونانية المستخدمة هنا هي "هوياس" (huios)، والتي تعني "ابن" بوصفها لقبًا للاحترام والشرف.

وهنا لا يتحدث فقط عن العاطفة التي يشعر بها نحونا، بل يتحدث عن الكرامة والعزة في أن نكون أبناء الله. وهذه فكرة عظيمة، فهي كلمة تستخدم لوصف الشخصية والرفعة. ويا له من امتياز أن ندعى أبناء الله! 

كم هو رائع هذا التقدير الإلهي والتمجيد لأولئك الذين يسعون لصنع السلام ويجدون في ذلك قربًا من الله. حتى المسيح نفسه وصفهم بأنهم حقًا أبناء الله. ولكن ماذا يعني هذا الوصف؟

1. يشبه الابن أباه، وبما أن الله هو ربنا الحقيقي وقد ولدنا منه بولادة جديدة، فمن الضروري أن نصبح مشابهين له. فالله هو رب السلام وإله السلام، لذا فكل من يروج للسلام ويعمل في سبيله هو فعلاً أحد أبناء الله. يؤكد الرسول يوحنا ذلك بقوله "وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ وَيَعْرِفُ اللهَ وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ" (١يوحنا ٤: ٧).

2. أكد المسيح أن أولاد الله لهم سلوكًا مختلفًا عن تلك الموجودة لدى من يكرههم ويضطهدهم. إنهم يتبعون سلوكًا رفيعًا لا يمكن لأحد غير أبناء الله أن يعرفه أو يسلكه. لذا قال "وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ. لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (متى ٥: ٤٤).

لذا، اصنع أنت السلام! هذه هي دعوة الرب لك من خلال عظته على الجبل، على الرغم من أننا نعيش في عالم مليء بالكراهية والاضطرابات. وسيكون ذلك ممكنًا بالنسبة لنا فقط عندما يدخل المسيح عبر الإيمان إلى قلوبنا، وعندما نمتلك سلامه، حتى نتمكن من نشر السلام لمن حولنا.

وهل تعلم كيف تميز ابن الله؟ سيكون صانع سلام، نعم، سيكون صانع سلام. فهذه هي الصفة المميزة للمؤمن الحقيقي، كجميع التطويبات الأخرى.

وإذا كنا صانعي سلام، فهذا يعني أننا نعيش وفقًا لدعوة الله لنا. فالسلام هو ثمرة المحبة والرحمة.

ولذلك، فإن صانع السلام هو الابن الحقيقي لله. فهو من يعكس محبة الله ورحمته في العالم.

وهذه الفائدة العظيمة تبدأ في هذه الحياة وتستمر في الحياة الأبدية. فمنذ الآن وحتى الأبد، سنُدعى أبناء الله.

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف