تاريخ النشر 14 فبراير 2024

غير قابلة للاشتعال

تاريخ النشر 14 فبراير 2024

غير قابلة للاشتعال 

 

زار الرسول بولس مدينة أثينا، التي كانت عاصمة الحضارة في ذلك الوقت، اندهش وغضب عندما رأى المدينة مليئة بتماثيل الآلهة (أع 17: 16). وهذا هو الاحتداد المقدس. فكيف يمكن للفلاسفة والعلماء والمفكرين، الذين يملكون المعرفة، أن يملؤوا مدينتهم بتماثيل الآلهة؟! حتى أنهم قاموا ببناء معبد لإله مجهول. كانوا عباقرة في الأمور الدنيوية، ولكنهم كانوا جاهلين في الأمور الروحية. ولذلك، غضب بولس وعبر عن ذلك بشدة!

 

[image]

 

أما الاحتداد الذي يجب على المحبة أن لا تشعله، فهو الاحتداد الخاطئ الذي نصلي أن يخلصنا الله منه. عندما ننال الحياة الجديدة في المسيح ونقبل خلاصه بالتوبة، يغفر لنا خطايا الماضي، ويستمر في تطهيرنا من شوائب الخطية المحيطة بنا بسهولة، ويحررنا من سلطة الخطية. وذلك بتجدد أذهاننا فنتخلص من خطايانا يوماً بعد يوم، وهكذا يقدس الرب قلوبنا ويطهرها.

لا تحتد = أي يتصرف بلطف ووداعة وهدوء، بحزم بلا تجريح وبلا غضب. فالمحبة لا تنظر للآخرين بروح النقد وتسعى لإدانتهم، بل لا تحسب للآخرين خطاياهم. 

الفعل اليوناني "paroxuno" يُترجم إلى "تحتد". لكن ترجمة أكثر دقة لكلمة "paroxuno" هي "يشتعل" أو "يُصبح مُتهيجًا".

يُشير الفعل "paroxuno" إلى شعور بالغضب أو الاستياء الشديد. ويُستخدم في اللغة اليونانية القديمة لوصف حالات الغضب الشديد التي قد تؤدي إلى العنف أو السلوك المُتهور.

الحب لا يجتمع مع الحدة والغضب بطريقة خاطئة. ومن الواضح أن الحدة والغضب بطريقة خاطئة لا يمكنهما أن يتواجدا في نفس الوقت مع المحبة الصادقة.  

يا صديقي، أدعوك أن تصلي هذه الصلاة في بداية يومك يا رب يسوع المسيح، يا من علمتنا أن نحب أعداءنا، ونُسامح من أساء إلينا، نسألك أن تُعيننا على التحكم في غضبنا.

اجعلنا أن لا نغضب باطلاً، وعلمنا عندما نغضب أن لا نخطئ علمنا كيف نتحكم في مشاعرنا، ونرد على الإساءة بالإحسان، ونُحبّ من يُبغضنا. آمين. 

 

 

 

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف