تاريخ النشر 4 مايو 2024

عيش قوة القيامة

تاريخ النشر 4 مايو 2024

غابت شمس المسيح، وسالت دموع المريمات لفراق السيد، فقد ضمه القبر البارد، وساد الظلام. واستلمه الموت، وسهر عليه الحراس، وظنّ الجميع أنّه رحل إلى الأبد، وأنّ لا رجعة له.

[image]

لكنّ ساعة الخلاص دقت، فاهتزّ القبر، وارتجف الموت، وسقط الحراس رعباً، وخرج المسيح من ظلمة القبر، ظافرًا غالبًا، حاملًا معه فجر الحياة الجديدة.

أهذا هو الذي بكت عليه المريمات؟

أهذا هو الذي ظنّوه ميتًا؟ أهذا هو الذي سجنه القبر؟ أهذا هو الذي ساد عليه الموت؟

نعم، إنه هو! لقد قام من الموت ليمنح البشرية أعظم هدية: عيد الحياة عيد القيامة.

في قيامة المسيح انتصارًا ساحقًا للحياة على الموت. فالموت مهزوم، والحياة غالبة.

قيامة المسيح هي عيد الخلود، تأكيدًا على أنّ أحبّاءنا الذين في المسيح ليسوا في قبورهم، بل هم أحياء مع المسيح. فالله ليس إله أموات، بل إله أحياء (مر 12: 27)

الحياة لا تُدفن، ولا تموت، ولا تفنى. هي خالدة، وأحبائنا الراقدون في المسيح هم أحياء وخالدون معنا. تُضمّد قيامة المسيح جراحنا، وتُمسح دموعنا. فهي تُعطينا وعدًا بالحياة الأبدية: "أنا حيٌّ فأنتم ستحيون ". (يو 14: 19). "ومن آمن بي ولو مات فسيحيا". (يو 11: 25)

تدفعنا قيامة المسيح للتفكير في الأمور السماوية، لنطلب ما فوق. فقد كانت المريمات في البداية يبحثن عن الحيّ بين الأموات، لكنّ القيامة غيّرت كلّ شيء.

قبل القيامة، كان التلاميذ ضعفاء وخائفين، لكن بعد القيامة، تغيرت حياتهم تمامًا. أصبحوا شجعانًا وشهودًا ومبشرين، وأحدثوا تغييرًا في العالم. إن القيامة تجلب عهدًا جديدًا، عصرًا جديدًا، وتعيدنا من الظلمات إلى النور. نحن نعيش حياة جديدة مع المسيح.

في قيامة المسيح فجرًا لعهدٍ جديدٍ، عهد الخروج من الظلام، ومن الأفكار الرديئة، وطلب ما فوق، والموت عن الشرّ الذي فينا، والسير مع الله. هو عهدٌ جديدٌ حيث "صار كلّ شيء جديدًا". (2 كو 5: 17) 

في النهاية، ماذا تريد يا صديقي؟ هل تريد الموت أم القيامة؟ هل تؤمن بقوة القيامة؟ قيامة المسيح تعطينا الحياة الحقيقية. إنّ قيامة المسيح تُعطينا معنىً للحياة.

 

 

 

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف