تاريخ النشر 2 يوليو 2024

عديمة الريب والرياء

تاريخ النشر 2 يوليو 2024

[image]

"وأما الحكمة التي من فوق فهي أولا طاهرة، ثم مسالمة، مترفقة، مذعنة، مملوة رحمة وأثمارا صالحة، عديمة الريب والرياء." (يع 3: 17).

خالية من الشك تعني أيضاً أنها تخلو من الارتباك والتردد، حيث يكون الشخص واثقًا من إرادة الله وقادرًا على تمييزها. تضيء عيون أذهانهم بروح الحكمة والإعلان، وتقودهم إلى معرفة الله. "لتعطيكم اله ربنا يسوع المسيح أب المجد روح الحكمة والإعلان في معرفته، مستنيرة عيون أذهانكم" (أفسس 1: 17، 18)، "لذلك لا تكونوا أغبياء، بل فاهمين ما هو مشيئة الرب" (أفسس 5: 17)، "وهذا أصليتي: أن تزداد محبتكم أيضًا، أكثر فأكثر، في المعرفة وفي كل فهم، حتى تميزوا الأمور المتفاوتة، لكي تكونوا خالصين وبلا عثرة في يوم المسيح" (فيلبي 1: 9، 10).

وتتميز أيضًا بحكمة خالية من النفاق، حيث لا يوجد بها غش أو كذب أو انحراف، ولا يظهر الشخص فيها ما لا يتفق مع حقيقته، بل يكون صادقًا ومستقيمًا ونقيًا أمام الله والناس، في السر والعلن.

ومن منا لا يشعر بالخوف والشك في بعض الأحيان؟ ولكن حكمة الرب المباركة تمكننا في جميع ظروف حياتنا من الاعتماد على الآب القدوس وربنا يسوع المسيح. وإذا كان لدينا اليقين بأن الرب لديه أفكار سلام تجاهنا، فلماذا نشعر بالشك والتردد؟ وحتى إذا ضعف إيماننا وشككنا مثلما حدث لبطرس، فإنه لا يتركنا وحدنا نتخبط في وحدتنا وشكوكنا، بل بحكمته يرفعنا ويثبتنا على صخرة.

عندما نُختبر حكمة الله ومحبّته، يتلاشى الرياء تدريجيًّا من حياتنا، ونبدأ بالتّشبّه بِصفاته، ونُصبح صادقين وخاليين من الغشّ، اقتداءً بربنا يسوع المسيح. ونتغير وفقًا لصورته ومثاله، بصدقه وعدم نفاقه، وحذرنا الرب من نفاق الفريسيين!

 يا صديقي، لتكن صرخة قلب كل واحد منا لإلهنا المحب والصالح، أن يفرغنا من ذواتنا وحكمتنا البشرية، ويملأ قلوبنا بحكمته السماوية، وعندها سنجرب بكل قوة ثمر البر الذي ينمو في السلام، وسنكون مثل أولئك الذين يصنعون السلام.

يا رب، أقف أمامك اليوم أحتاج إلى حكمتك لتوجيهي في اتخاذ القرار الصحيح. أشعر بالحيرة والارتباك، ولا أعرف أي مسار أسلك. أرجو أن تُنير عقلي وتُرشد خطواتي وأن تُعطيني الحكمة التي أحتاجها لاتخاذ القرار الصحيح. أعلم أنك تعرف ما هو الأفضل لي، فأنت إلهي وراعي نفسي. أسألك يا رب أن تُزيل الشك من قلبي وأن تُعطيني الثقة لاتخاذ القرار الذي يتوافق مع إرادتك.

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف