تاريخ النشر 22 أغسطس 2023

"طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ." (مت 5: 7).

تاريخ النشر 22 أغسطس 2023

[image]

مازلنا في التطويبات وسوف نبدأ في التطويبة الخامسة وهي "طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ." (مت 5: 7).

وهذه التطويبة مثل تطويبة طوبى للودعاء عندما بدأت فيها ظننت أنني سوف أكتب سطور قليلة، فقط سوف نعرف الرحمة فهي معروفة، واهمية الرحمة وامثلة على الرحمة ونقول انهم سوف يرحمون وينتهي الموضوع. لكن عندما بدأت أقرأ وأبحث وجد الكثر عن تعريف ومفهوم الرحمة، واشياء اخر كثيرة سوف نعرفها معاً. 

اولاً تعريف الرحمة

فى اللغة العربية،الرحمة : الخير والنعمة والعطف 

فى اللغة اليونانية ، رحمة  : Eleos Ελεος 

فى اللغة الانجليزية ، الرحمة  : Mercy

الرحمة في الكتاب المقدس تُعبِّر عنها بواسطة كلمتين عبريتين. الأولى هي "راحاميم" وتُترجَم عادة بـ"الرأفة" في العربية. تُعبِّر هذه الكلمة عن الارتباط الغريزي بين كائنين، مثل الارتباط بين الجنين وأمه في بطنها. يُذكر هذا الارتباط في قصة الملك سليمان حيث طلبت امرأتان أن يُحكم الملك بينهما بشأن طفل حي. وفي هذا السياق، تعني "راحاميم" حنانًا وتعاطفًا غير مشروط. يُمكن أن نفهم من خلالها محبة الله لشعبه مثل محبة الأم لابنها.

التعبير الثاني هو "حيسيد" ويُترجَم عادة بـ"الرحمة". يُشير هذا التعبير إلى العلاقة الروحية التي تربط كائنين معًا وتستند إلى الأمانة الشخصية والتزام العلاقة مع الآخر. يُطبَّق هذا التعبير على الله ويُعبِّر عن أمانته التي لا تنقض وعوده تجاه شعبه. فالله يحبهم ويغفر لهم بشكل دائم، حتى عندما يخطئون. تتضمن الرحمة المغفرة الدائمة، وهي تعبير عن حنان وشفقة الله.

في العهد الجديد، يُشير إلينا عن الرحمة الإلهية كخلاصة لعمل يسوع المسيح. يُظهر ربنا يسوع رأفته ورحمته تجاه البشرية المحتاجة للشفاء والتفهم والمغفرة. يُعتبر يسوع قلب الله النابض بالرحمة تجاه الإنسان، حيث يتعاطف معه ويعمل على إنقاذه من واقعه المُزري. الرحمة هي البُشرى السارة للإنسان، حيث يُغفر له خطاياه ويُعطى فرصة جديدة في الحياة.

الرحمة هي إحدى الصفات الأساسية لله. إنها ليست مجرد عاطفة أو شعور، بل هي فعل إلهي يتجاوز منطقنا وفهمنا. الرحمة هي تعبير عن حب الله غير المشروط لنا، حتى عندما لا نستحقها.

الرحمة هي نعمة من الله، وليست مكافأة. وهي ليست ردًا على التوبة، بل هي سببها. لا يُطلب منا التوبة من أجل أن نستحق الرحمة، بل التوبة هي نتيجة للرحمة. الأعمال الصالحة ليست تبريراً للرحمة، بل هي نتيجة لها. الرحمة ليست مجاملة، بل هي تعبير عن حب الله لنا. لا يمكننا أن نستحق رحمة الله، ولكن يمكننا أن نقبلها. عندما نقبل رحمة الله، فإننا نخرج من لعنة الدينونة وندخل إلى حضرته. نشكر الله على رحمته، ونمجّده بها.

الرحمة هي هدية عظيمة من الله. إنها نعمة يجب أن نستمد منها. عندما نقبل الرحمة، فإننا نفتح قلوبنا لحب الله وخلاصه. ونحن نصبح قادرين على أن نكون رحيمين مع الآخرين، مما يغير العالم من حولنا.

 

 

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف