تاريخ النشر 4 أغسطس 2023

طوبى للحزانى

تاريخ النشر 4 أغسطس 2023

[image]

"طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ." (مت 5: 4).

 طوبى للحزانى

عندما يطوب السيد المسيح الحزانى، هل هو بذلك يقدم لنا دعوة لكي نبحث عن الحزن و الكأبة لكي نكون حزانى ومكتئبين، هل السيد المسيح يطوب كل من سلك بهذا المفهوم سلك طريقه في الحزن والكآبة. أم أن السيد المسيح كان يقصد شيئًا ومعنى آخر؟   

بكل تأكيد السيد المسيح لا يقصد أن يشجعنا على الحزن والاكتئاب وعدم الفرح إطلاقًا. فالرب يسوع ارتبط ميلاده وتجسده بالأفراح عندما بشَّرت الملائكة الرعاة بالقول «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ» (لوقا٢: ١٠). وارتبط أيضًا خلاصة بالفرح، فكل من تقابل مع المسيح ذهب في طريقه فرحًا. "وَلكِنْ لاَ تَفْرَحُوا بِهذَا: أَنَّ الأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ، بَلِ افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ»." (لو 10: 20).

وقبل أن نبداء لابد أن نتذكر معاً المناسبة التي جاءت فيها العبارة «طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ» (متى٥: ٤)، والتي هي موضوعنا.

فقد تحدث الرب يسوع في الموعظة على الجبل، في إنجيل متى و الأصحاحات من ٥-٧، عن مبادئ ملكوت الله ملكوت السماوات. والصفات التي ينبغي أن يكون عليها من هم في هذا الملكوت. فهو لا يشرح في هذه العظة طريق الدخول للملكوت، لكن صفات بنو الملكوت. وكما ذكرنا السيد المسيح كان يخاطب التلاميذ وليس الجميع.

واحدة من صفات بنو الملكوت التي ذكرها الرب هي أنهم سوف يكونون حزانى في هذا العالم، الرب يسوع يعرف هذا لذلك يطمئنهم ويقول لهم طوباكم، حزنكم هذا لن يكون بلا فائدة بل هو مقدر وفي كل مرة تحزنون سوف اعزيكم. أليس هذا الوعد يطمئننا في هذا العالم الملئ بالاحزان.

سوف نتكلم في المرات القادمة عن من هم الحزانى الذين يطوِّبهم السيد المسيح؟أي نوع من الحزن يقصده المسيح؟ما هي المكافأة التي وعد بها الله الحزانى؟

 

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف