محبة تتجدد يوماً بعد يوم
عزيزي صديقي
عندما نتعرف إلى شخصٍ ما ونتعمق في علاقتنا به، غالباً ما نكتشف نقاط ضعف أو عيوباً لم تكن ظاهرة من بعيد، فيتلاشى الإعجاب الذي شعرنا به في البداية. نرى الناس عادةً من بعيد بشكل مثالي، لكن عند الاقتراب، تظهر صفات كالحسد أو الغيرة أو صغر النفس.
أما الله، فعندما نقترب منه، نجد شيئاً مختلفاً تماماً؛ فكلما اقتربنا منه، تزداد رؤيتنا لعظمته وجماله وبهائه. إنه الوحيد الذي بقدر ما نقترب منه، تتعمق محبتنا له، ونكتشف عظمة محبته وغفرانه غير المحدودين، اللذين يتدفقان علينا بلا مقابل أو شروط.
يقول المرنم في المزمور: "فَاضَ قَلْبِي بِكَلَامٍ صَالِحٍ، مُتَكَلِّمٌ أَنَا بِإِنْشَائِي لِلْمَلِكِ، لِسَانِي قَلَمُ كَاتِبٍ مَاهِرٍ. أَنْتَ أَبْرَعُ جَمَالًا مِنْ بَنِي الْبَشَرِ، انْسَكَبَتِ النِّعْمَةُ عَلَى شَفَتَيْكَ، لِذلِكَ بَارَكَكَ اللهُ إِلَى الأَبَدِ" (مزمور ٤٥ : ١-٢).
عندما نفهم عمق محبة الله لنا، ندرك أن صليب المسيح لم يكن سوى تعبير عن هذه المحبة التي لا تُحصى ولا تُدرك. كان الصليب علامة واضحة على حب الله العميق، لكنه كان أيضاً نتيجة لمحبة الله التي دفعت إلى هذا الفداء.
أنت مهمّ، نحبك ونهتم لأجلك.
