طُردت من وظيفتي
[image]
منذ سنوات عديدة، كان عليّ أن أقرّر أمرًا كلّفني وظيفتي.
بعد أن أرسلت 300 طلب للعمل، رسوت أخيرًا كموظّف استقبال في وظيفتي الأولى. لسوء الحظ، طُردت من وظيفتي هذه بوحشية بسبب نزاهتي!
ذات يوم، بينما كنت في مكتب المدير، رفعت الهاتف كالمعتاد. طلب مني المتّصل أن يتكلّم مع أي شخص موجود معي في الغرفة. همست المديرة لي قائلة: "قُل للمتّصل إن الشخص الذي يريد أن يتكلّم معه غير موجود." فأجبته: "أنا أعتذر منك، لكني لا أقدر أن أكذب. هذا الأمر هو ضدّ إيماني." على الرغم من إصرارها على طلبها، بقيت ثابتًا في موقفي ورفضت أن أكذب. أمرتني في المرة الثالثة وقالت: "قل له إنها ليست موجودة وإلا طردتك فورا!" رفضت أن أفعل هذا، فأخذت مني الهاتف وطردتني فورًا.
قبل أن أغادر وظيفتي، أعطيت نسخة من العهد الجديد الى كلّ موظّف هناك وشرحت لهم لماذا طُردت من وظيفتي. ذلك المساء، ذهبت الى الكنيسة وأنا حزين.
رُفضت كلّ طلبات العمل آنذاك عدا طلب وظيفة الاستقبال تلك. وبعد أن فقدت وظيفتي التي تعبت وأنا أبحث عنها، كان عليّ أن أبدأ البحث من جديد. ولكن، بعد يوم واحد من طردي، اتصلت بي إحدى الشركات وقالوا لي: "الشخص الذي وظّفناه لم يكن بحسب توقّعاتنا، وأنت الشخص التالي على لائحتنا. هل تودّ أن تأتي لكي نقابلك؟" وبشكل غير متوقّع، عرضت عليّ تلك الشركة 14 راتبا كلّ سنة، وستة أسابيع عطلة، ومكتبًا جميلا قرب حديقة مونسو، وكانت الوظيفة تناسب مهاراتي تمامًا. في الواقع كانت الوظيفة التي كنت أحلم بها دائمًا!
كانت تلك الوظيفة هبة من الله، فقد كنت قادرًا على طباعة أوراق خاصّة بالكنيسة وانا في مكان عملي وبموافقة صاحب الشركة. كنت قادرًا أن أخصّص وقتًا لأقود مجموعة من الشبيبة في كنيستي أيضا. ولم أندم أبدًا على طردي من الوظيفة الأولى.
أحيانًا، قد تكون أكثر الظروف صعوبة في حياتنا هي انطلاقة لتحقيق أهدافنا. الله وحده يعرف المستقبل. ابقَ أمينا في طرق الرب وهو يهتمّ بالباقي!
"قَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ." (مت 25: 23).
"صلاتي لهذا اليوم: "يا رب، أختار اليوم أن أثق بك من جديد بشكل كامل. شكرًا لأنّك حامل كلّ أمور حياتي بين يديك. ساعدني اليوم أن أبقى صادقًا وامينا لطرقك. أنا أعلم أنّك لن تتركني أبدًا ولن تتخلّى عني! باسم يسوع، آمين."
