طبيعتنا أم ثمر الروح
[image]
من المهم أن نعرف أن هذه التطويبات هي لا يمكن اعتبارها صفات او اتجهات او ميول طبيعية في الانسان، لان الانسان اصبح ذات طبيعة ساقطة (فاسدة) فالصفات التي يطوبها السيد المسيح هي نوع من ثمر الروح القدوس أي عمل نعمة الله وحده بالروح القدس. على سبيل المثال، فالوداعة التي يتحدث عنها السيد المسيح ليست الوداعة الممكن رؤيتها في حياة أحدهم بسبب طبيعته الهادئة، بل ما يصفه المسيح هو عمل النعمة في نفس الإنسان. يمنحني هذا وإياك رجاءً أيًا كانت طبيعة شخصياتنا وخلفية نشأتنا، فالمسيح قادر أن يُثمر فينا الحياة الموصوفة في التطويبات. فالوداعة التي أظهرها استفانوس وقت الرجم ليست وداعة شخص بسبب طبيعته الهادئة؟ والتغير الكبير من جهة الوداعة في شخصية شاول الطرسوسي الذي اصبح بولس الرسول، فقد كان يضطهد المسيحيين ويسوقهم مقيدين الي اورشليم.
كما أن هذه الصفات التى في التطويبات توضح الفارق الرئيسي والاختلاف الكامل بين المسيحي والمؤمن الحقيقي (المولود ثانية) وبين اي شخص اخر سواء غير المسيحي او مسيحي بالاسم.
ونجد أن هذا الفارق الرئيسي والاختلاف الكامل بين الشخصية المسيحية وغير المسيحية يتضح بشكل كبير في الموعظة على الجبل أكثر من أي موضع آخر في الكتاب المقدس. فإن أردت معرفة إذا كنت مؤمنًا حقيقيًا من عدمه، يُمكنك البدء بفحص نفسك لترى هل يعمل فيك الروح ليُظهر علامات النعمة التي نراها في التطويبات
