تاريخ النشر 9 مارس 2025

صوت الله وسط العاصفة

تاريخ النشر 9 مارس 2025

عزيزي صديقي، 

ذات يوم قرأت قصة أثرت في قلبي عن راعٍ بسيط كان يعيش في قرية صغيرة بين الجبال. هذا الراعي كان دائمًا يأخذ خرافه إلى المراعي البعيدة، حيث الهدوء والطبيعة. لكنه لم يكن راعيًا عاديًا؛ كان يحب الله بعمق، ويخصص وقتًا يوميًا للحديث معه في صمت الطبيعة.

في أحد الأيام، حدث ما لم يكن في الحسبان. بينما كان يجلس متأملًا بين الخراف، اندلعت عاصفة قوية فجأة. السماء امتلأت بالغيوم السوداء، والرعد يصم الآذان، والرياح تعصف بشدة حتى أن الخراف بدأت تفر خائفة. الراعي حاول السيطرة على القطيع، لكنه لم يستطع. كانت الفوضى تعم المكان، والخراف تتفرق في كل اتجاه.

وسط هذه العاصفة، جلس الراعي على صخرة كبيرة ورفع عينيه نحو السماء قائلاً:"يا رب، ماذا أفعل الآن؟ 

كيف أجمع هذه الخراف وسط هذا الجنون؟" بعد لحظة، هدأت الرياح قليلًا، وكأنه سمع صوتًا داخليًا يقول:"كن هادئًا. فقط استمع."

لم يفهم في البداية، لكنه قرر التوقف عن الركض والصراخ، وبدلاً من ذلك بدأ يصفر بلحن معتاد كان يستخدمه لجمع خرافه. فجأة، بدأت الخراف تتجمع واحدة تلو الأخرى. استجابوا للحن الذي اعتادوا سماعه من راعيهم المحبوب، حتى عاد القطيع كله إلى الراعي في أمان.في حياتنا، كثيرًا ما نمر بعواصف مفاجئة: مشاكل، قرارات صعبة، أو مخاوف تهدد سلامنا الداخلي. نشعر أننا فقدنا السيطرة ونحاول حل الأمور بأنفسنا، لكننا ننسى أن الحل قد يكون في التوقف والإنصات لصوت الله.

المسيح نفسه قال: "خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني." (يوحنا 10: 27).

أنت مهمّ، نحبك ونهتم لأجلك.

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف

مرحبًا، أنا منير، متزوج وأب لولدين، وأحب الرب منذ صغري. أشارككم معجزات الله في حياتي وأؤمن أن الرب يستخدمني ليكون نورًا وملحًا لمن حولي،