صاحبة النفس الطويل
صاحبة النفس الطويل
كان هناك شاب ارتكب الكثير من الجرائم وتم سجنه. على الرغم من ذلك، كانت أمه تزوره في السجن وتحمل له الهدايا، حتى استنزفت مدخراتها المالية وتأثرت صحتها. وعلى الرغم من أنه كان يستقبلها بالإساءة في كل زيارة، استمرت في زيارته وتقديم الدعم له. وكان لديها جار ينصحها بأن تتوقف عن زيارته، لأنها تعبت ولم تحصل على أي تقدير من ابنها.
لكنها ردت عليه بكلمات بسيطة وعميقة قائلة: "نعم، هو لا يقدر ما أفعله، لكنني أقدره. إنه ابني الوحيد، ولا يتبقى له أيام كثيرة في عمرها". بهذه الكلمات، أظهرت الأم حبها العميق ورحمتها اللا متناهية تجاه ابنها، ورغم تصرفاته السيئة، فإنها لم تتركه وظلت تدعمه وتحبه.
[image]
تلك هي المحبة التي تتأنى وترفق، وتمتلك قدرة على العطاء الدائم. فالمحبة ليست سريعة الغضب أو سريعة الانقطاع عن الآخرين، بل هي صبورة وتعطي الفرصة المتكررة للجميع، حتى لأولئك الذين يسيئون إليها.
تتأنى المحبة في اتخاذ الأحكام وفي ردود الفعل الغاضبة، وتبحث عن العذر والتبرير للآخرين. إنها تتعامل مع البشر بلطف وتفهم، ولا تكون حاضرة للبحث عن الأخطاء.
إن التأني هو جزء من المحبة، حيث يتطلب الصبر والتفاني في التعامل مع الآخرين. والرفق هو أيضًا مكون ضروري، حيث يعني أن نكون لطفاء ومتسامحين مع الآخرين وأن نعفو عند الإمكان.
"المحبة تتأنى وترفق. ... " (1 كو 13: 4).
لذا، يجب يا صديقي، أن نمارس التأني والرفق في حياتنا اليومية. يمكننا أن نعطي الناس عذرًا عندما يرتكبون أخطاءً قد يكون لديهم ظروف صعبة اضطرتهم لذلك، وأن نتحكم في انفعالاتنا. قد يكون هذا التغيير صعبًا في البداية وقد تشعر بالكبت، ولكن مع مرور الوقت وتدفق النعمة، ستمتلئ نفوسنا بالسلام.
صلي يا صديقي، هذه الصلاة يا الله أُريد أن أكون صبوراً مثلُك. لقد احتملتني بصبرٍ حتى الآن، وأنا أطلب منك أن تُساعدني على احتمل من يُسيئون إليّ، لكي يعرفوك من خلال صبرنا. ساعدني على أن أحبّك وأحبّ جميع الناس، كما علمنا ربنا يسوع المسيح. اغفر لي يارب تذمُّري وضيق صدري، وساعدني على أن أكون أفضل. باسم ربنا يسوع المسيح، آمين.
[image]
