شهادة للمسيح
عزيزي صديقي
هل تحب الصيد؟ الصيد هو من تلك الأمور التي تتطلب الكثير من الصبر، وللأسف، نحن نعيش في زمن لا يمتلك فيه الناس الكثير من الصبر، فكل شيء يحدث بسرعة حولنا. لكني اليوم أريد أن أحدثك عن نوع آخر من الصيد، صيد له هدف أبعد وأعمق. هل فكرت يومًا أن تكون "صياد ناس"؟ هل فكرت بالدعوة؟ كثيرًا ما كنت أستمع إلى عظات تتحدث عن هذا الموضوع، لكني كنت أشعر أن هذا الكلام لا يخصني؛ ربما يخص الشخص الذي يجلس بجانبي، لكن بالتأكيد ليس لي.
كنت دائمًا أفكر أن أكون شهادة للمسيح وأقول: "من ثمارهم تعرفونهم"، وها أنا أعيش شاهداً عن المسيح. لكن بصراحة، لم تكن لدي الجرأة لأتحدث عنه للناس. كنت أشعر أن الشهادة بالفعل تكفي. عندما كنت صغيرًا، كان حلمي أن أكون خادمًا يتحدث عن الله للجميع، وكنت بالفعل أخدم وأتحدث للناس عن الله حتى في المواصلات. ولكن مع تقدمي في السن وكثرة المسؤوليات والضغوط، تلاشت فكرة الخدمة في زحمة الحياة ومشاغلها. ربما خدعني إبليس بأن الحياة والعمل هما الأهم.
اليوم أريد أن أشارك معك دعوة التلاميذ الأوائل، كما وردت في( إنجيل متى ٤ : ١٨-٢٠ ) "وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ، أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ: سِمْعَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ، فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. فَقَالَ لَهُمَا: تَعَالَيَا وَرَائِي فَأَجْعَلَكُمَا صَيَّادَيْ النَّاسِ. فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ."
أريد أن أشجعك اليوم أن تكون "صياد ناس"، أن تتحدث وتشهد عن الله وعن محبته وعظمته، فهو لا مثيل له بين الآلهة. الله اختارك لسبب؛ أنت مهم، ونحن نحبك ونهتم لأجلك.
