تاريخ النشر 16 نوفمبر 2023

ساهرا كل يوم- الحرب الروحية 3

تاريخ النشر 16 نوفمبر 2023

[image]

ساهرا كل يوم- الحرب الروحية 3 

الإنسان الساهر هو الذي لا يدخل في الحرب وهو في حالة ضعف. إذا دخل في حرب مع الشيطان، فإنه يكون مستعدًا له، ويحمل سيفه على فخذه حتى في أوقات الظلام الدامس. وإذا شعر بالضعف، فيتجنب أي حرب خارجية يثيرها الشياطين. بل يهرب من العثرات بقدر طاقته، مهما كانت خفيفة.

يهرب من الخطايا القريبة والبعيدة على حد سواء، والتي يمهد الشيطان طريقها بعد فترة من الزمن، ويقول لنفسه في حرصه الساهر: "أعلم أن هذا الطريق سوف يتعبني، حتى لو بعد وقت طويل، فالأفضل والأسلم هو الابتعاد عنه الآن". وبهذه الطريقة، يراقب الإنسان الساهر نفسه من الداخل ويراقب العدو من الخارج.

يسهر الإنسان من أجل أن يراقب نفسه باستمرار، وهذا بأن يحلل مشاعره وأفكاره وحالة قلبه الداخلية. إذا وجد ضعف معين في نفسه، أو شعر بالانجذاب نحو الخطية في وقت ما، أو أصبح متراخيًا في مقاومتها، يستجيب بسرعة عن طريق إقامة حالة طوارئ لنفسه وزيادة حراسته، ويستعين بالوسائط الروحية العميقة لتعزيزها.

لا يترك العدو يهاجمه وهو في حالة غفلة أو عدم اهتمام أو ضعف أو لا مبالاة. وكما قال أحد القديسين: "الخطية تسبقها إما الشهوة أو الغفلة أو النسيان". والساهر يحترس من كل هذه الأمور، ويراقب نفسه ويعززها، ولا يسمح لها أن تصبح فريسة سهلة لعدو الخير الذي يتربص بها. وإذا كانت الحرب شديدة عليه، يصرخ "يا رب، أنت تعرف يقظة أعدائي وضعف طبيعتي، فاسترني بنعمة صلاحك لكي لا أنام نوم الموت".

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف