زراعة الرجاء
زراعة الرجاء
لا تخف أن تزرع رجاء، رغم إخفاقات الأمس. اتفق رجال داود الستمائة على رجمة
[image]
في إحدى المرات التي خرج داود ورجاله للحرب، هاجم العمالقة مدينة صقلغ التي كان يسكن فيها داود ورجاله. ودمر العمالقة المدينة وأحرقوها بالنار، وأخذوا جميع النساء والأطفال سبايا. وأخذوا كل ممتلكاتهم. كان الموقف خطيرا للغاية. كان من الممكن أن يقتل العمالقة النساء والأطفال. كما كان الوضع صعبا على رجال داود، الذين اتفقوا على رجمه.
كيف ينجو داود من اتفاق 600 رجل على قتله؟ وكيف يسترد أسرته وأسر رجاله؟ وكيف ينقذهم من يد العمالقة؟ كان رجال داود منهكين من البكاء، حتى أنهم فقدوا القدرة على البكاء. لم يستسلم داود للأحداث. كان يعلم أن الله هو ملجأه ، وعونا له في الضيقات ، وقوة عظيمة. "فتضايق داود جدا لأن الشعب قالوا برجمه، لأن أنفس جميع الشعب كانت مرة كل واحد على بنيه وبناته. وأما داود فتشدد بالرب إلهه."(1 صم 30: 6).
وبالفعل قام داود وطلب من أبياثار الكاهن أن يقدم له الأفود . ثم سأل الرب عما إذا كان يجب أن يلحق بالعمالقة، فأجابه الرب: "الحقهم فإنك تدرك وتنقذ".
انطلق داود ورجاله الستة مئة، لكنهم وصلوا إلى وادي البسور حيث اضطر بعض الرجال إلى التوقف بسبب الإرهاق. فواصل داود ورجاله الأربعمائة السير. وفي طريقهم وجدوا رجلا مصريا كان قد تركه سيده العماليقي بسبب مرضه. أطعم داود الرجل وأعطاه الماء، فعاد إليه عافيته.
سأل داود الرجل عن معسكر العمالقة وطلب منه أن يذهب بهم إليه ووفق الرجل، وأوصلهم إلى المعسكر.
هاجم داود ورجاله المعسكر من الظلام حتى الصباح، ولم ينج منهم سوى 400 رجل فروا على جمالهم. استعاد داود كل ما أخذه العمالقة، بما في ذلك زوجته ونساء رجاله. ولم يفقد أحد منهم أي شيء، بل رد داود كل شيء إليهم. قاد داود الرجال في مسيرة نصر، حاملين غنيمة العمالقة أمامهم.
مهما كانت تحدياتك صعبة، مهما كانت ظروفك مؤلمة، تشدد بالرب إلهك يا صديقي، كما فعل داود، تمسك بالرجاء إلهك حي.
