دعوة للراحة

[image]

"تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ." (مت 11: 28).

هذه الآية من الآيات التي يقدم لنا السيد المسيح فيها دعوة جميلة للراحة، لكن قبل أن نتكلم عنها سوف نتكلم اليوم عن الآية التي تسبقها. وهي "كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي، وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الابْنَ إِلاَّ الآبُ، وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْنُ وَمَنْ أَرَادَ الابْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ." (مت 11: 27).

فقبل أن يقدم السيد المسيح هذه الدعوة أعلن السيد المسيح ثلاث إعلانات، الأعلان الأول أن الله الآب أعطاه كل شئ، أي أنه لديه كل الصلاحيات التي تجعله يقدم لنا الدعوة بكل ثقة وهو متجسد وهو في حالة الإخلاء. فنحن نعلم أن السيد المسيح اخلاء نفسه أي أنه حجب كل مجده ولم يستخدمه في فترة تجسده وأخضع نفسه لله الآب. الاعلان الثاني أنه لا يوجد أحد يعرف الابن جيداً (ملتصق به) مثل الله الآب، والعكس لا أحد يعرف الآب جيداً (ملتصق به) مثل الابن. الاعلان الثالث هو أن السيد المسيح سوف يعلن الآب للذين هو يشاء أن يعلن لهم. الذين لديهم رغبة حقيقية لمعرفة الآب. السيد المسيح سوف يجعلهم يرو الآب من خلاله. 

فإن كان السيد المسيح وهو في حالة الإخلاء اعطى له الله الآب كل شيء ليكون لديه كل شيء ليحقق دعوته لنا فما بالك الآن وهو قد استرد كامل مجده، كم هذا شيء مطمئن لنا أن شفيعنا، مخلصنا، رئيس كهنتنا، لديه كل شيء من قبل الآب. يعلن السيد المسيح عن نفسه في سفر الرؤية "«أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ» يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ." (رؤ 1: 8). ربنا ومخلصنا يسوع المسيح قادر على كل شيء. وأعظم شيء أننا قادرون على أن نرى الله الآب من خلال ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. موسى أراد أن يرى الله فقال له لا يراني الإنسان ويعيش والله وضع موسى في حفرة وجعل يده عليها واجتاز وجعله ينظر لمحة من خلفه. اما نحن الآن ننظر مجد الرب بوجه مكشوف "وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ." (2 كو 3: 18).

 هل انت مدرك هذا الامتياز الذي لك في المسيح يسوع. إنك تستطيع أن ترى مجد الرب بدون أي حواجز بينك وبين الرب.    

شكرا لتواجدك!