داود والقلب النقي
[image]
في ختام كلامنا على القلب النقي نذكر بعض الشخصيات التي برهن سلوكهم انهم لديهم قلب نقي
داود والقلب النقي
ربما يعتبر داود واحدًا من أشهر الشخصيات في الكتاب المقدس، وهذا ليس بدون سبب وجيه. فالله نفسه شهد أن داود رجل وفقًا لقلب الله، وتجلى ذلك من خلال إيمانه الراسخ وتفانيه في خدمة الله. على الرغم من عيوبه وأخطائه، كان داود يلجأ دومًا إلى الله في أوقات الحاجة، ويعتمد عليه للإرشاد والقوة.
في المزمور 51: 10 يتضرع داود الى الله قائلاً: "قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي." إن هذه الصلاة تعكس رغبة داود القوية في أن يكون لديه قلب نقي، وإدراكه بأن الله وحده قادر على تحقيق ذلك. يتجلى نقاء قلب داود أيضًا في حبه لشريعة الله، حيث كان يتأمل فيها ليلاً ونهارًا "كَمْ أَحْبَبْتُ شَرِيعَتَكَ! الْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ لَهَجِي." (مز 119: 97).
لم يكن قلب داود النقي محصورًا في علاقته مع الله فحسب، بل كان ينبض بالنقاء أيضًا تجاه الآخرين. فقد أظهر تواضعًا عظيمًا ورحمة ونعمة تجاه أعدائه. على سبيل المثال، في 1 صموئيل 24:10-11، أتاحت لداود الفرصة لقتل الملك شاول الذي كان يسعى للقضاء عليه، ولكنه اختار أن يبقى على حياة شاول، "فَقَالَ لِرِجَالِهِ: «حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ أَعْمَلَ هذَا الأَمْرَ بِسَيِّدِي، بِمَسِيحِ الرَّبِّ، فَأَمُدَّ يَدِي إِلَيْهِ، لأَنَّهُ مَسِيحُ الرَّبِّ هُوَ»." (1 صم 24: 6). كما دفع نقاء قلب داود إلى معاملة مفيبوشث، ابن يوناثان وحفيد الملك شاول، بلطف، على الرغم من أنه كان لديه كل الأسباب لمعاملته على أنه عدو.
داود الرمز الحيّ للنقاء والتواضع، يعلمنا أن القلب النقي يتجاوز الظروف والأخطاء، وينبض بالإيمان والتسامح والرحمة.
