أمثل هذا يكون صوم اختاره؟ يقول الرب
هل تريد يا صديقي، أن تعرف لماذا لم يقبل الله صيامهم؟
في إشعياء الشعب يسأل الله لماذا لم تنظر الي صومنا والرب يرد عليهم بهذه الكلمات "يقولون: لماذا صمنا ولم تنظر، ذللنا أنفسنا ولم تلاحظ؟ ها إنكم في يوم صومكم توجدون مسرة، وبكل أشغالكم تسخرون. ها إنكم للخصومة والنزاع تصومون، ولتضربوا بلكمة الشر. لستم تصومون كما اليوم لتسميع صوتكم في العلاء. أمثل هذا يكون صوم اختاره؟" (إش 58: 3-4).
[image]
يُمارس بعض الناس الصوم، لكنّهم لا يُقَرّبون أنفسهم من الله.
فهم يهتمّون باللذات الجسدية أكثر من التقوى الحقيقية.
ولا يتغيّر سلوكهم أثناء الصوم، بل يُعاملون الآخرين بقسوةٍ وطمعٍ.
ولكن الله لا يُريد منّا مجرّد الامتناع عن الطعام والشراب.
بل يُريد منّا أن نُصفّي قلوبنا من محبة العالم والطمع.
ويجب أن ينعكس ذلك على معاملاتنا مع الآخرين.
الصوم الحقيقيّ يا صديقي، هو الذي يُضبط النفس مع ضبط البطن.
أليس من المُناسب أن يحكم الإنسان على نفسه في يوم صومه، بينما يُعامل الآخرين بتواضع ووداعة. ويُقدّم لهم أعمال المحبة والرحمة.
فكل من يصوم عن الطعام والشراب ويخاصم ويتشاجر ويحدد ولا يغفر ويستغل الآخرين أو يظلمهم، الله يقول له أمثل هذا يكون صوم اختاره.
