تاريخ النشر 17 أغسطس 2023

تابع طوبى للجياع والعطاش

تاريخ النشر 17 أغسطس 2023

[image]

تابع طوبى للجياع والعطاش "وَفِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ الْعَظِيمِ مِنَ الْعِيدِ وَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَى قِائِلًا: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ». قَالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ، لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ." (يو 7: 37-39). "ثُمَّ قَالَ لِي: «قَدْ تَمَّ! أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا." (رؤ 21: 6). "وَالرُّوحُ وَالْعَرُوسُ يَقُولاَنِ: «تَعَالَ!». وَمَنْ يَسْمَعْ فَلْيَقُلْ: «تَعَالَ!». وَمَنْ يَعْطَشْ فَلْيَأْتِ. وَمَنْ يُرِدْ فَلْيَأْخُذْ مَاءَ حَيَاةٍ مَجَّانًا." (رؤ 22: 17). فهذه (اي متى5: 6) ليست أول مرة يتكلم فيها الله عن الجوع والعطش الروحي، كما أنها ليست أول مرة يتكلم فيها الله إلى الذين لديهم جوع و عطش روحي. والآيات السابقة واضحة خصوصاً التي في العهد القديم. من خلال هذه الآيات نفهم بعض الأشياء الهامة الله يشبع ويروى فقط العطاش والجياع الذين ذهبوا إليه وقطع معهم عهداً ابدياً. وكما عرفنا أن عهد الله الابدي يقطعه مع المساكين بالروح. الله يشبع ويروي العطاش والجياع مجاناً. الله يشبع ويروي العطاش والجياع من خلال الماء الحي الذي هو الروح القدس الساكن فيهم. وليس الله فقط من استخدم هذا التشبيه، بل ايضاً داود النبي والملك العظيم استخدم هذا التشبيه للتعبير عن اشتياقه لله فيقول "كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ، هكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللهُ. عَطِشَتْ نَفْسِي إِلَى اللهِ، إِلَى الإِلهِ الْحَيِّ. مَتَى أَجِيءُ وَأَتَرَاءَى قُدَّامَ اللهِ ؟ صَارَتْ لِي دُمُوعِي خُبْزًا نَهَارًا وَلَيْلًا إِذْ قِيلَ لِي كُلَّ يَوْمٍ: «أَيْنَ إِلهُكَ؟»." (مز 42: 1-3). "يَا اَللهُ، إِلهِي أَنْتَ. إِلَيْكَ أُبَكِّرُ. عَطِشَتْ إِلَيْكَ نَفْسِي، يَشْتَاقُ إِلَيْكَ جَسَدِي فِي أَرْضٍ نَاشِفَةٍ وَيَابِسَةٍ بِلاَ مَاءٍ، لِكَيْ أُبْصِرَ قُوَّتَكَ وَمَجْدَكَ. كَمَا قَدْ رَأَيْتُكَ فِي قُدْسِكَ. " (مز 63: 1 -2). وهنا نجد داود النبي لديه إدراك عميق للجوع والعطش الروحي الذي يشعر به. لذلك يعبر عن عطشه الروحي بشكل دقيق فهو أدرك أن روحه تشتاق إلى الله نفسه، وليس مجرد جوع وعطش لحياة البر العملي، بل جوع وعطش للبار الذي يقودنا لحياة البر العملي. يقول لنا الروح القدس على فم بولس الرسول "اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟" (رو 8: 32). فمن له الابن يكون له كل شيء، وقال الرب يسوع الذي قال لمرثا "«مَرْثَا، مَرْثَا، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا»." (لو 10: 41-42). من له الابن له النصيب الصالح، نصيب باقي الي الابد. داود النبي كان يدرك هذا قبل مجيء السيد المسيح بمئات السنين. هل تشتاق الى الله؟ بالتأكيد جربت في يوم ما العطش الشديد الى ماء. كيف يكون اشتياقك إلى كوب ماء بارد وانت في شدة العطش؟ هل تشتاق مثل هذا الاشتياق الي الله؟ يا أبي السماوي، أشكرك لأنك أرسلت إبنك الوحيد ليكون الماء الحي لجميع العطشى الذين ينتظرونه. يارب امنحني روحك القدوس. ها أنا أحبك. وإذا كان حبي ضعيف جدًا، فامنحني أن أحبك بقوة أكبر. يارب أشعر بأن محبتي لك فترت اشعلها بداخلي واجعل قلبي مشتعل بحبك حتى يفيض حبك داخلي. هبني أن اشتاق اليك في إسم يسوع، آمين.    

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف