بنعمة الله، تقدّم الى الأمام، سامح وانسَ واحيا الحياة الجديدة!
[image]
كثيرون من الذين تسجّلوا للحصول على تأملات "معجزة كلّ يوم" يكتبون لي ويشاركون حياتهم معي. وهذا الأمر يلمسني بقوّة وأنا أشكر الله من أجل ثقتهم بي. أنا أصلي وأحيانا أبكي حين أسمع عن آلامهم، وأحيانا أبتسم حين أعرف عن معجزة ما حدثت في حياتهم. أرى الله في حياة كثيرين من الناس وأعطيه كلّ المجد!
في الواقع، رأيت حالات صعبة كالأمراض والتشرّد والحزن على خسارة شخص ما... ولكن ما يؤلمني أكثر من أي أمر آخر هو خيانة شخص مقرّب لي، أو طفل يتعدّى عليه أحد الأشخاص جنسيا (بالأغلب يكون ذلك الشخص من عائلة الطفل)، أو امرأة خانها زوجها، أو مؤمن يشعر بأنّه مرفوض من كنيسته... أمور كهذه تحدث، ويبدأ يشعر الإنسان بالخيانة ويتساءل كيف يمكنه أن يثق بالآخرين من جديد؟ كيف يمكن لهذا الشخص أن يحيا من جديد؟
يسوع نفسه تعرّض للخيانة. لقد باعه أحد تلاميذه بقطع قليلة من الفضة. الذي خانه كان قرب ابن الله لثلاث سنوات، وقد شاهد معجزاته تتحقّق يوما بعد يوم. لقد تشارك يهوذا بكل شيء في حياة يسوع! فقد اختبر حنانه وعطفه ومحبته ووداعته وصراعاته، وفجأة قرّر أن يخون الرب. وقد فعل هذا مباشرة بعد أن أخذ الخبز والخمر في عيد الفصح مع المسيح. يا له من أمر فظيع! يا لها من خيانة كبيرة!
ومع هذا، وفي وسط هذا الخداع المُدهش، تمّم يسوع خطّة الله بشكل كامل لكي يخلّصنا. بعد أن باعه يهوذا، تمّ القبض على يسوع وحُكم بالموت. وعلى الصليب حمل كل خطايانا وأمراضنا وكل الخيانات التي نختبرها في حياتنا.
يوجد رجاء. هذا الرجاء هو يسوع المسيح نفسه! خيانة صديقه حطّمت قلبه، ولكن بدل أن يركّز على يهوذا، قال له بكلّ بساطة: "ما أنت تعمله، فاعمله بأكثر سرعة." (يوحنا 13: 27) ثم تابع مهمّته. وهذا ما يدعوك لتفعله أيضا، صديقي. استمرّ بالتقدّم الى الأمام!
بنعمة الله، تقدّم الى الأمام، سامح وانسَ ما هو وراءك واحيا الحياة الجديدة! لا تبقَ فيما بعد في الماضي. لا تضع تركيزك هناك بعد اليوم. نعم، لقد خانك الآخرون وأذوك ورفضوك وأساؤا معاملتك... لكن المسيح لن يخونك ولن يرفضك. سيعاملك دائما بمحبة. تقدّم الى الأمام، صديقي!
صلّ معي: يا رب، أنا أختار أن أتقدّم الى الأمام. لا أقدر أن أفعل هذا بقوّتي الشخصية، ولكن أقدر من خلال نعمتك! أختار أن أحيا من جديد... أختار أن أسامح وأن أحيا الحياة الجديدة. باسم يسوع، آمين!"
