بعض مظاهر الجوع والعطش إلى البر
[image]
مازلنا نتكلم عن البر من خلال التطويبة الرابعة "طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ." (مت 5: 6).
بعض مظاهر الجوع والعطش إلى البر
1. ادراك عرينا واحتياجنا الي البر الإلهي ادراك عجزنا على أن نغطي انفسنا، ادراك احتياجنا الي رداء البر غطاء يلبسه الإنسان الخاطئ، فيستطيع أن يظهر في حضرة الرب بلا لوم أو خجل؛ إذ أن أعمالنا لا تسترنا أمام الله، حتى ما يسمى بالأعمال الصالحة «وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا» (أشعياء٦٤: ٦). لقد أشتاق أيوب يومًا إلى هذا الستر فقال «فَكَيْفَ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ عِنْدَ اللهِ؟» (أيوب٩: ٢).
الاحتياج للبر القضائي، نحن نعلم ان البر العملي وحده غير كافي نهائياً كي يجعلنا نقف أمام الله، لذلك إننا نفكر في بر المسيح، الذي نحصل عليه عندما نؤمن به. فبر المسيح يمنحنا التبرير (البراءة القضائية) حتى يتمكن المؤمنون من الوقوف أمام الله القاضي في نهاية الزمان. يزيل التبرير كل خطيئة وإثم بغض النظر عن مستوى قدستنا العملية.
2. الاشتياق الى خبز الحياة، الرب نفسه فهو برنا هو نبع الحياة نبع السلام هو وحده من يستطيع أن يشبع جوع ويروي ظمئ ارواحنا. "فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا." (يو 6: 35). ويعبر داود النبي عن اشتياقه للرب قائلاً «يَا اَللهُ، إِلهِي أَنْتَ. إِلَيْكَ أُبَكِّرُ. عَطِشَتْ إِلَيْكَ نَفْسِي، يَشْتَاقُ إِلَيْكَ جَسَدِي فِي أَرْضٍ نَاشِفَةٍ وَيَابِسَةٍ بِلاَ مَاءٍ» (مزمور٦٣: ١). الإصرار على الشبع بالرب: الجائع والعطشان لن يرضى بأي شيء بديل عن الطعام والشراب. وهكذا الجائع للبر أيضا ً لا يرضى أو يطلب إلا البِرّ، ولن يرضى بأي شيء آخر بديلاً عن الرب يسوع المسيح.
٣. الرغبة في السلوك بالبر، البر الشخصي الذي تكلمنا عنه. يقودنا هذا البر إلى أن لا نعود الى خطايانا بقوة الروح القدس لكي نصبح أكثر شبهاً للرب يسوع. وهذا هو التقديس العملي (البر العملي). الرغبة لحياة في رضا الرب: كلمة بِرّ تأتي من كلمة Right“” أي كل ما هو مضبوط وصحيح. لقد طلب داود من الله قائلاً «عَلِّمْنِي أَنْ أَعْمَلَ رِضَاكَ، لأَنَّكَ أَنْتَ إِلهِي. رُوحُكَ الصَّالِحُ يَهْدِينِي فِي أَرْضٍ مُسْتَوِيَةٍ» (مزمور١٤٣: ١٠).
٤. الاشتياق إلى البر العملي للمجتمع ولكي يحدث هذا لابد أن يتطهر المجتمع ككل بالعمل الكفاري للسيد المسيح. إن الرغبة في البر العملي تقودنا إلى الصلاة من أجل مجتمعاتنا وتشجيع المجتمع على تحقيق مقاصد الله في العمل والتعليم والسياسة ... الخ
الجوع إلى البر هو جوع لملكوت الله في حياتنا (متى 6: 33). هو الاشتياق الي الله واشتهاء كلمة الله والرغبة في شركة المؤمنين المخلصين.
هل لديك جوع وعطش إلي البر؟
