تاريخ النشر 23 مايو 2024

امتناع واشتهاء

تاريخ النشر 23 مايو 2024

التوبة الحقيقية ليست مجرد توقف عن القيام بالأعمال السيئة، بل هي عملية تحدث في القلب. عندما نتوب بصدق، نحن نعود إلى الله بكل قلوبنا وأفكارنا ومشاعرنا.

[image]

في حياة التوبة، يجب أن تتذكر هذا الأمر المهم. إذا كانت التوبة قد حدثت في داخلك، في قلبك، ستنعكس هذه التغييرات على حياتك الخارجية أيضًا (سلوكك، افعالك، انفعالاتك، كلامك).

قد تواجه العديد من التحديات والإغراءات في العالم الخارجي، ولكن عندما يكون قلبك متماسكًا وقويًا في الداخل، فإن هذه الأمور لن تؤثر عليك. لأنك تستمد قوتك من الروح القدس الساكن فيك عندما قدمت توبة حقيقية من قلبك. مثل يوسف الصديق الذي انتصر في داخله، ولم تتغلب عليه الصعاب والإغراءات، لأن محبته لله كانت اقوى بكثير من أي إغراءات أو صعوبات في الحياة. 

لذا، لا تقتصر التوبة على الجانب الخارجي فقط، بل هي اولاً تغيير حقيقي في قلبك وروحك. لابد أن تشعر بتأثيره الواضح على تصرفاتك وحياتك بأكملها.

يا صديقي، ما مدى كرهك للخطية؟

أم انك تتوقف عن فعلها خوفاً من العقاب أو خوفك على مظهرك وانت مازلت تحبها. وتريد أن تفعلها لولا خوفك من العقاب أو أن تكتشف.  

التوبة هي إدراك حلاوة الحياة مع الله وإدراك قذارة الحياة بعيد عن الله. 

يا إلهي العظيم، أشكرك على عطية الحياة، وعلى كل لحظة أعيشها في حضنك.

أعلم أن الحياة معك هي حلاوة لا مثيل لها، فهي مليئة بالحب والسلام والفرح.

أشعر بدفئ حبك في كل لحظة، وأرى إبداعك في كل ما يحيط بي.

أعلم أن الحياة بعيدًا عنك هي قذارة وفساد، مليئة بالخطيئة والظلمة وقساوة القلب.

أسألك يا رب أن أظل دائمًا في حضنك، وأن لا أبتعد عنك أبدًا.

أريد أن أعيش حياتي كلها معك، واستمر أذوق وانظر كم أنت طيب وحلو لي.

أرجو منك يا رب أن تحفظني من قذارة الخطيئة، وأن تُعينني على مقاومة إبليس.

أريد أن أعيش حياة نقية مقدسة، تُمجّد اسمك وتُظهر محبتك للعالم. آمين

 

 

 

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف