تاريخ النشر 10 يوليو 2023

الوارث لكل شيء

تاريخ النشر 10 يوليو 2023

[image]

"1 اللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، 2 كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ، 3 الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي،"  (عب 1: 1-3)

اليوم سوف نأخذ العدد الثاني "2 كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ،"  (عب1: 2)

"هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ" هو تعبير المقصود به زمن تجسد السيد المسيح حتى نهاية الايام " فِي ابْنِهِ" أي أن الله أراد أن يعلن عن نفسه بصورة نقية واضحة ليس فيها أي تشوهات وهذا مستحيل يحدث من خلال الأنبياء لذلك بدأ الله أن يعلن عن نفسه من خلال أقنوم الابن صورة الله

 "اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ." (يو 1: 18) 

"الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا " هل الابن لم يكن وارثاً من قبل؟ بل كان وارثاً لكل شيء لأن الابن (أقنوم الكلمة المتجسد) هو الله، والله واحد. اذاً لماذا يقول الذي جعله، لأن أقنوم الابن قد أخلى نفسه (حجب كل ما له من مجد وعظمة وقوة وقدرة وسلطان ولم يستخدمه شيء من مجده حتى تمم هدف التجسد) عندما تجسد لكي يتمم ما نحن فشلنا فيه ويصنع لنا الخلاص من خلال تقديم نفسه فداء وكفارة عنا. وبعد ان تمم ما تجسد من أجله، إنها الإخلاء واظهر مجده فهو الوارث الوحيد لكل شيء. "وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَم "  (يو 17: 5)

"لِكُلِّ شَيْءٍ،" وهو يقصد حرفياً كل شيء وهذه الاية توضح جزء من هذا "لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ، لِيَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، فِي ذَاكَ"  (أف 1: 10) 

أما عن قوله " الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ،" فالرسول بولس يوضح المقصود من خلال هذه الآية "فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ."  (كو 1: 16)

"فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ." (يو 1: 1-3) 

ماذا نتعلم اننا بدون الكلمة (الله الكلمة) لن نكون موجودين ولم يكن أي شيء موجود، مما هو موجود. 

هل انت مدرك نعمة الوجود، هذا الامتياز العظيم أن تعرف الله، الإله العجيب، العظيم، القدير، المحب. هذا الامتياز العظيم ان تكون لديك كل الإمكانيات ليس فقط أن تعرفه بل ان تكون معه الى الابد.  

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف