تاريخ النشر 10 يناير 2025

الغني ولعازر

تاريخ النشر 10 يناير 2025

عزيزي صديقي

قصة الغني ولعازر، التي وردت في (إنجيل لوقا ١٦ : ١٩-٣١)، تُعدّ من أعمق الأمثلة التي قدمها يسوع حول مفهوم العدل الإلهي والفروقات بين الحياة الأرضية والأبدية. يحكي يسوع عن رجل غني يعيش في رفاهية، لا يُعير اهتمامًا لعازر، الفقير الجالس أمام بابه والمحتاج للمساعدة. بينما يستمتع الغني بملذاته، يتألم لعازر ويكافح مع كلاب تأتي لتمسح جروحه.

بعد الموت، تتغير الأوضاع بشكل جذري: يذهب لعازر إلى أحضان إبراهيم حيث يجد الراحة والسلام، بينما يعاني الغني في الجحيم ويرجو أن يتلقى حتى قطرة ماء ليروي ظمأه. تُبيّن هذه القصة مدى أهمية الرحمة والعناية بالآخرين، وتؤكد على أن النعم الأرضية ليست معيارًا للرضا الإلهي، بل أن التواضع والإحسان لهما مكانة عظيمة في العيون الإلهية.

هذه القصة تذكرنا بأن الحياة الأبدية تتجاوز المظاهر الخارجية والثروات المادية. يقدم يسوع رسالة قوية حول المحبة الحقيقية والعطاء، وكيف أن قسوة القلب يمكن أن تؤدي إلى خسارة أبدية.

أشجعنا ألا نكون مثل الغني في قصة "الغني والعازر"، بل أن يكون لدينا مشاعر رأفة وقلوب مملوءة بالرحمة تجاه من حولنا. فهناك الكثير من الأشخاص الذين ينتظرون منا كلمة طيبة، دعمًا، أو بركة نشجعهم بها في حياتهم. اليوم، حاول أن تفكر في شخص يحتاج إلى دعمك، وربما يمر بوقت صعب، وقدم له الكلمة الطيبة التي تحتاجها روحه. اقترب إليه بلمسة حنان، كما كان يسوع يفعل مع المحتاجين والفقراء، فبهذا العمل البسيط، نكون مثالًا للمحبة الحقيقية.

أنت مهمّ، نحبك ونهتم لأجلك.

 

شكرا لتواجدك!

Mounir
مؤلف

مرحبًا، أنا منير، متزوج وأب لولدين، وأحب الرب منذ صغري. أشارككم معجزات الله في حياتي وأؤمن أن الرب يستخدمني ليكون نورًا وملحًا لمن حولي،